23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

في السلطة أو خارجها … المالكي وحده من يستطيع كبح جماح مقتدى و تياره 

في السلطة أو خارجها … المالكي وحده من يستطيع كبح جماح مقتدى و تياره 

عاشت الدولة العراقية بعد عملية التغيير السياسي عام 2003 نوع من الفوضى و الذي سمح ببروز حركات و تيارات متعددة استغلت تلك الفوضى لتشكيل نفسها و من أبرزها هو تشكيل ما يسمى بالتيار الصدري على يد مقتدى الصدر ,هذا التيار الذي يعرف العراقيون انه عبارة عن حاوية و مجمع لبقايا أزلام النظام و أيتامه من الرفاق الحزبيين و الأجهزة الأمنية و العسكرية القمعية و ما يشهد بصحة ذلك هو أن هذا التيار و زعيمه قد مارسوا أبشع أنواع القتل بحق المدنيين فيما يسمى بالمحاكم الشرعية التي هي نسخة طبق الأصل من محاكم القاعدة و داعش و التي كان أول ضحاياها السيد الشهيد عبدالمجيد الخوئي نجل مرجع الطائفة الأعلى الإمام الخوئي و كذلك بحق العسكريين في الجيش و الشرطة بحجة مقاومة المحتل و حكومته الكافرة التي شكلها حسب زعمهم. و استمرت مرحلة الإرهاب الذي قاده مقتدى و تياره من عام 2003 و على مدار حكومتين هما حكومة علاوي و حكومة الجعفري اللتين وقفتا عاجزتين عن كبح جماحه و حتى عام 2008 حيث كانت نقطة بداية النهاية لهمجية مقتدى و تياره على يد الأخ المالكي في حكومته الأولى و من خلال عملية صولة الفرسان التي اعتبرت بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير مقتدى الإرهابي و التي على أثرها أعلن مقتدى مجبرا تجميد جيشه الإرهابي المعروف بجيش المهدي و هروبه إلى ايران لثلاث سنوات مع العديد من قياداته فضلا عن زج الآلاف من أتباعه في السجون والذين نالوا جزاءهم العادل على يد القضاء العراقي المستقل .
و مع بدء مرحلة الإرهاب الداعشي و صدور فتوى المرجعية بالجهاد فقد استغل مقتدى الأوضاع ليعيد إنتاج مليشياته الإجرامية بعنوان سرايا السلام تحت مظلة الحشد و فتوى المرجعية ثم بعد ذلك أعاد نشاطه في الشارع مستغلا الحراك المدني و المطالب المشروعة للمتظاهرين و ركوبه لموجتها بل مصادرتها لصالحه و بأسلوب لا يختلف عن أسلوبه الهمجي قبل صولة الفرسان حيث اعتدت مليشياته و أتباعه على هيبة و حرمة الدولة باقتحام مجلس النواب و مجلس الوزراء و الاعتداء على بعض نواب الشعب والتي وقفت حكومة ألعبادي أمامها عاجزة كسابقاتها حكومتي علاوي و الجعفري قبل عام 2006 .و بشجاعة الأخ المالكي المعهودة و حكمته و بالرغم من عدم امتلاكه أي منصب سياسي في الدولة فقد استطاع أيضا كبح جماح مقتدى و تياره و إجبارهم على التراجع وذلك من خلال خطابات الأخ المالكي التي أشار فيها إلى خطر فتنة مقتدى و التي وجدت (أي الخطابات ) صداها لدى الأجهزة الأمنية و العسكرية التي لازالت تدين بالولاء له حيث أعلنت هي و خلية الإعلام الحربي للحشد بان تلك التظاهرات غير مرخصة و ستكون تحت طائلة القانون و قوة الأجهزة الأمنية . تلك التحذيرات آتت أُكلها و بثت الرعب في نفس مقتدى و تياره من خلال ما شاهدناه من سرعة انسحاب مقتدى من ساحة التحرير و من بعده أتباعه و في اقل من ساعة في تظاهرة 15 تموز 2016 و ليس كما كان معهودا منهم المكوث اليوم بطوله .
و من هنا أصبح واضحا أهمية وجود الأخ المالكي في السلطة كونه الشخص الوحيد القادر بشجاعته و مهنيته على إعادة هيبة الدولة و كبح جماح الخارجين على القانون و الفاقدين للشرعية و في مقدمتهم مقتدى و تياره .