أوروبا استطاعت خلال 800 عام تطوير الحريات الفردية والحقوق وفصل الدين عن الدولة وعلمانية الدستور فيما منطقتنا لاتزال تعيش في الماضوية والقرون الوسطى والشمولية , الهويات المغلقة الطائفية دمرت المجتمع العراقي والسوري مثلا ً , أوروبا الأغلبية هم لادينيون , أنت هنا تورد آيات ذات نبرة إيجابية ولم تذكر آيات جهاد الطلب : تقاتلونهم أو يسلمون , قاتلو ا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولم تذكر الآية : وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ً حتى تؤمنوا بالله وحده ( العداوة والبغضاء تأمل الدوغمائية العقائدية التي لاتقبل الآخر المختلف ) , الجنسية المثلية تتقرر في الجنين وهو في رحم أمه قبل الولادة ولاتوجد هنا حرية اختيار , لا إكراه في الدين هي لأهل الذمة بشرط أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون , صاغر : ذليل بل حتى المسلم لن يسلم من القتل إذا لم يؤد الصلاة ويدفع الزكاة والحديث الصحيح : لايقتل مسلم بكافر . كذلك وسم الآخر المختلف بالنجس : إنما المشركون نجس فيما كانت الجزيرة العربية قبل التوحيد تمتاز بالتعدد وقبول مختلف الديانات مثل اليهودية والمسيحية والصابئة المندائية والوثنية وكانت المرأة ملكة وأميرة بل وهناك إلهات أنثويات مثل اللات والعزى ومناة , هذا نموذج الردة الحضارية والعنف والغزو والسبي و العقوبات الوحشية مثل الجلد والرجم وقطع الأيدي والأرجل من خلاف وضرب المرأة في حالة النشوز : واضربوهن فإن أطعنكم , تأمل هنا الاقتران بين شرط الطاعة والأمر بالضرب , ولاتنس ملكات اليمين بلا عدد , فما بالك بالسرد الخرافي والإسطوري بشأن الكون والكائنات حيث أوضح لنا علم التطور أن هناك سردا ً زائفا ً في الأديان الإبراهيمية ينبغي تجاوزه
2_
مثلما للماء دورته في الطبيعة , كذلك للزاد الذي يتناوله الإنسان دورته وهذا شيء طبيعي جدا , وكما الرغبة مهمة كذلك الحب الوجداني العميق وليس اختزال الكائن سواء رجل أو امرأة إلى مجرد موضوع جنسي , الحب يقود إلى المعرفة والمعرفة تقود إلى الحب بلا أوضاع مؤمنة وشروط مسبقة بل بلا مال إنما العقد القلبي الحر والمفتوح والمسئولية
3_
المنتقم من صفات الله
( إنّا من المجرمين منتقمون ) و ( إن الله عزيز ذو انتقام ) .
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه :
الأول : التصريح بالصفة
الثاني : تضمن الاسم لها
الثالث : التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش ، والنزول إلى السماء الدنيا , كلمة مجرم تعني كافر أو الذي يكذب بالرسل والآيات ولاتعني المجرم بمعناه الحديث , كذلك كلمة العدل لاتعني العدالة الحقوقية بل هي العدالة الإلهية وفق مفاهيم الدين ,
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧ يونس﴾
4_
لم يخلق الإنسان من صلصال كالفخار بل تطور عبر مليارات السنين من خلية بدائية وأما النعم فهناك الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والتوسنامي الذي فتك بالفقراء الصيادين في بنغلادش وأهلك الآلآف مع الصغار والحيوانات والشيوخ وهناك الخلل البيولوجي في الجينات واضطراب الميتوكوندريا الذي يفتك بالأطفال حيث يتعذبون ويموتون بعمر الأزهار وهناك القتل في الحياة والشر في الطبيعة والمسخ هو إصرار على المشاكسة , أما الجن والملائكة فهي وسائط خيالية ولادليل علمي تجريبي يثبتها , ما يسمى الرزق هي مقولة وهمية حيث ينقسم المجتمع إلى طبقات , وتكون النجاة على أساس التنافس والتعاون في المجتمع ولاعلاقة لكائن وهمي بذلك , عانت البشرية كثيرا بحيث ضربت الأرض وانقرضت الديناصورات وانقرض إنسان النيارتدال وكثير من الكائنات , وقد طور الإنسان بطريقة بدائية الأدوات مثل الرمح للصيد والمعول وتطور العلم بمتوالية خطية وانتقل من الدقيق إلى الأكثر دقة , فيما تركت الحيوانات تتألم وتعاني من الأمراض وتتعذب وتموت , هناك نوع من قنديل البحر لايموت , كيف تعرف أن وجه ربك يبقى ؟ وهو مجرد فرضية بلا أدنى دليل , النمل لاينطق ,كيف فتبسم ضاحكا ً من قولها كأن هذا التعبير فلم كارتون, النمل يتواصل بطريقة كيمائية لاتتعدى السنتميترات , الجبل لاينطق بل هو من الجمادات , لايوجد فناء بل الطاقة لاتفنى ولاتستحدث ولاتتكون من العدم , لاداعي للخوف من الموت فالموت يقع خارج عتبة الوعي والأساس هو الحياة , الروح هي مجرد اشتقاق لغوي والإنسان هو واحد وليس ثنائية مايسمى الروح والجسد , ينيثق اللاوعي والوعي من الدماغ والوعي = الوجود , المال ضرورة يساهم في تحقيق هرم ماسلو في الحاجات , المال هو حامل قيمة الأشياء وطريقة سهلة في تبادل السلع وليس مال الله , الإنسان حالما يولد تصبح له حقوق طبيعية وهي أنه إنسان حر وليس مملوكا ً لسيد سماوي أو أرضي , بالعلم يمكن دفع المرض وربما مستقبلا التغلب على الموت كخلل في الخلايا , الضغينة والانتقام ليس فيهما ثمار ,معاملة المرأة مواطن من الدرجة الثانية أليس هذا ظلما ً ؟ الرجم والجلد وقطع اليد أليس ظلما ً ؟ ملكات اليمين أليس ظلما ً ؟ الإيمان والإيمان بالآخرة قفزة في الفراغ عكس الإلحاد فيتعامل مع الكائن كطية في الوجود ويتعامل مع الوجود كما هو بلا أوهام , مايسمى سعادة الإيمان هي سعادة زائفة مثل شخص يتعاطى المخدرات قد يشعر بسعادة مؤقته ولكن المخدرات نفسها هي المشكلة للدماغ ولنمط العيش في سبيل الحياة , نعم للحياة وحقوق الإنسان ولا للخوف وثقافة الموت .