تمر علينا الذكرى الاولى لانتفاضة طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر وهو تاريخ لن ينساه العالم ابدا . فلقد فاق العرب والعالم كله على انباء اقتحام قوات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ومعها كتائب الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى للعمق الصهيوني وتم قتل الكثير من عناصر الكيان المحتل وسوق مجموعة من قطعانه الى الاسر بمشهد مروع وغريب فقوات العدو الصهيوني غائبة او مغيبة . فالعدو في حالة ذعر وصدمة لم يكن يتوقعها من شعب اعزل مورس بحقة شتى صنوف العذاب والحرمان والحصار من اجل تركيعه وقمعه.
هذا الشعب الاعزل المحاصر منذ اكثر من سبعة عشر عاما صدم واذهل جلاده فهولاء الناس المستضعفين المتعسرين في عيشهم استطاعوا ان يكونوا قدوة وقوة لا يستهان بها ضربوا العدو في عقر داره واسروا المئات منه . الشيء الذي يدعوا للاعجاب ان عدوهم اقوى قوة في المنطقة فلا يوجد سلاح حديث الا وقد حازه ولا طائرة حديثة الا وزودته اميركا عدوة البشرية به فلا يوجد سلاح حديث تكنلوجيا الا ويحوزه وعقيدته دائما بالسلاح الحديث وبالخبرة والتكنلوجيا استطيع ان اتغلب على كل دول المنطقة العربية. وهو فعلا كذلك اميركا تدعم جيش الاحتلال سنويا بحوالي اربعة مليارات دولار في الاوقات الاعتيادية اما في اوقات الحرب فمخازن اميركا مفتوحة للصهاينة يأخذوا منها ما يشأوون فالولايات المتحدة في خدمة الصهيونية العالمية ولا يأتي رئيسا اميركيا الى الحكم الا بعد ان يقدم فروض الولاء والطاعة للصهيونية العالمية وللماسونية .
كل هذا الدعم العسكري والمادي والتكنلوجي اهانه ابناء القسام وأبناء فلسطين البرره بسبب اخلاصهم لعقيدتهم ولوطنهم بل ولدينهم فلم ترعبهم اسلحة المحتل ولا قسوته ولا جبروته وغروره وعنجهيته فهو فعلا طوفان. توكل الفلسطينين على خالقهم ومضوا في طريق العزة والمجد يصولون صولتهم ويفرضون معادلتهم وقوتهم وهم يعرفونان ماسوف يعانون منه كبير وكبيرا جدا ولكن الحرية لا تمنح بل تقتلع من عيون الغاصبين وهم مصممون ان يصنعوا حريتهم بانفسهم. ذهبوا الى الهيجاء ليس معهم غير عزيمتهم وايمانهمبعدالة قضيتهم فلا اخا معهم يعينهم ويقف بجانبهم ويوأزرهم على العكس من ذلك فأخيهم يتفرج عليهم كيف يعاقبهم العدو ويشاهدهمكيف يتضورن جوعا ولا يقدم لهم شيئا واخيهم الاخر يدعمهمبمستشفى صغير وكادر طبي يتجسس عليهم ويعين العدو فالله درك ياشعب فلسطين الاعزل تكاتف العدو والاخ في سبيل تحطيمك وعزلك والانتقام منك ولكنك تأبى الموت الا واقفا.
صحيح ان ثمن هذه الحرية اصبح باهضا جدا تدفعه يوميا من دماء ابناءك والكل يتفرج عليك ولا يمد اي يدا للعون وهو والله عارا ما بعده عار. ولكنكم تبنون وطنكم بدمائكم الزكية هذه وتسطرون اروع الملاحم والدروس الاخلاقية التي تتعلم منها الامم .
كونوا كما يقول الله في محكم كتابه الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان شاء الله) ستنتصرون كونوا واثقين من النصر ولن يخذلكم الله وهو القوي المتين الذي لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء. ولكن ثمن هذا النصر والصبر هو ابناءكم وبناتكم واولادكم وبيوتكم ومدارسكم فهذا العدو البربري لا يفهم الا لغة القتل والدمار هذا العدو العنصري الوحشي سيهزم بايمانكم وعقيدتكم ولكن درب النضال طويل . تذكروا ان شعب جنوب افريقيا عانى قبلكم من نظام الفصل العنصري ودفع الكثير من ابناءه مثلكم ولكنه في نهاية المطاف انتزع حريته وشعب الجزائر العظيم عانى ما عانى ودفع خيرة ابنائه على مذبح الحرية حيث ضحى باكثر من مليون ونصف المليون من شعبه ولكنه انتصر في النهاية وكتب له العزة والسؤدد .
عدوكم جبان رعديد لا يفقه شيئا عن معاني الرجولة هو مجرد قاتل ومجرم وحشي حاقد ولتكن امام اعينكم الاية الكريمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ان كنت تالمون فأنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون)
تحية لكم لكبيركم وصغيركم شهيدكم وجريحكم نسائكم وعجائزكم .