23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

في الحكم والبرلمان وأغلب مناصب الدولة

في الحكم والبرلمان وأغلب مناصب الدولة

الإيرانيون يكذبون حين وضعوا حجج تدخلهم في العراق بالحفاظ على المقدسات الدينية في النجف وكربلاء وسامراء ومناطق أخرى ثم أضافوا لهذا التدخل سببا آخر وهو الحفاظ على العاصمة بغداد من السقوط ! وكأن العراقيين ليست لديهم قوات عسكرية وشرطة وعناصر أمنية ورجال قادرون للدفاع عن أرضهم كي يدفع الإيرانيون بسرايا مضحكة من ضباط المخابرات وبعض ما يسمى بالمستشارين وهم في حقيقتهم أصابع مخفية لذراع طويل من التدخل الإيراني في العراق تم تدريبه وتلقينه أوامر صريحة بالدفاع عن أتباع ومصالح وسفارة وقنصليات إيران في العراق في هذا الظرف على الأقل ، لأن المستقبل القريب يحمل في طياته مفاجآت أعدها الإيرانيون مسبقا لنزع صورة التطرف والإنعزال عنهم في العراق وتحديدا داخل المنظومة السياسية لأن كل شيء قابل للتغيير والإستبدال فقرارات النقض الإيرانية هي من يحكم ويحسم الأمور بدءا بالرئاسات الثلاث والكتل والأحزاب السياسية في مجلس النواب وأولها السنية لأن السياسيين السنة أقلية أمام الأغلبية الشيعية في الحكم والبرلمان وأغلب مناصب الدولة، وعليه فإن علاقتهم مع الإيرانيين محسومة لصالحهم لأن طهران بدأت برفع بطاقات الإنذار للسياسيين الشيعة في العراق بعد حدوث ثغرات كبيرة في الإئتلاف الشيعي وتعدد المطالبين والمفاوضين مع طهران عكس الإئتلاف السني الذي يروج بالعداء الكاذب لإيران لكن حقيقة الأمر تسوية وتمهيد طريقهم لرضى إيران بوحدة كلمتهم! إيران لا تتدخل في العراق وحسب بل تحكم العراق من قم وطهران ولايمكنها التنازل عما تعده حقا لها .. فالعراق في نظر الإيرانيين إقليم إنتزعه العرب المسلمون من الفرس وهو فكر وعقيدة تعشعش داخل عواطف وعقول الإيرانيين، والعراق هو ونفطه وفراته ودجلته جزء لا يتجزء من الثروة القومية الإيرانية لابد لها من العودة يوما إلى خزائن فارس ! هل يتمكن سياسي عراقي واحد أن يتصدى لإيران ويعرقل تدخلها حتى في مناهج الدراسة ! هل يتمكن سياسي عراقي أن يخاطب إيران كما يخاطب الأتراك والسعوديين أم أن هناك رعب من تصفيته بعد ساعات إن لم يكن بعد دقائق .. نحن محكومون بقرار إيراني يتوسع أكثر وتدق أسافينه في ضلوع العراقيين وهم يخوضون حربا مريرة لتنظيف العراق من الإحتلال الداعشي ، أما إيران فهي تتفرج على نزيفنا وخراب إقتصادنا كي تقدم لمن يصدقها بضع مقاطع إعلامية كاذبة عنوانها الدفاع عن العراق ومقدساته وهي الرابح الأكبر قبل أمريكا من موتنا ودمار مدننا وغموض مستقبل أجيالنا