23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

في التحالف صلاح عبد الرزاق..!

في التحالف صلاح عبد الرزاق..!

لابدّ أن يكون التحالف الوطني تحالفاً حقيقياً, مثل وجوب تحوّل القوى الوطنية والتحالف الكوردستاني إلى كيانات ذات قيادة ومباني واضحة, فالعملية التأسيسية تحتاج إلى معرفة سقوف المطاليب والأهداف؛ لتنصهر جميعها في بوتقة يتبناها الجميع وبنفس القدر. سيما بعد التجربة التي رافقتها عوامل أدت إلى بقاء الأهداف محصورة ضمن المكونات, وعدم صيرورتها إلى أهداف ومباني جامعة.الكتلة الأكبر, أو المكون الأكبر؛ هو الوحيد القادر على إضفاء الصبغة الوحدوية التي تتقلص معها المشاكل أو تتحوّل من الصبغة المكوناتية إلى هموم إجتماعية يعيشها الفرد بصفته مواطن فقط. فالتحالف بعلاقته البينية يؤثر على المكونات الأخرى سلباً وإيجاباً, لذا تبدأ الوحدة من التحالف الوطني. فما هي معوقات نجاح التحالف الوطني بحلته الجديدة, وكيف يمكن تذليل تلك المعوقات؟.    في لقاء لصلاح عبد الرزاق القيادي الدعوي بدا مستفزاً من أمرين: مفردة زعيم, وإستباق الأحداث بالخشية من إستخدام موقع زعامة التحالف للنشاطات الشخصية!..
ويبدو في الأمر بعداً نفسياً لا يندرج ضمن الوعي السياسي أو المنافسة الحزبية الطبيعية؛ ولو رأى متفرجاً ينتمي لمجتمع سياسي آخر ذلك اللقاء, لدمعت عيناها ضحكاً على تلك السفاهة السياسية التي بدت واضحة في لهجة المتحدث. ولو فكّكنا ذلك التصرف, لوقفنا على دائرة مفرغة يراد لها أن تأخذ وضعيتها كأساس محرّك للوضع العراقي. فالمتحدّث قيادي في حزب الدعوة المتهم بجزء كبير من المشاكل التي يعيشها البلد, والسبب هو الصراع السياسي والعقد التاريخي المتحكمة في عقلية هؤلاء؛ فالإختلاف على توصيف أو مفردة لا يمكن قبوله في ظروف حراك يراد منه الخروج من الأزمة والركون للحل, وإختيار رئاسة التحالف الوطني في هذه المرحلة لم تأتِ كرئاسة سن أو عدد مقاعد؛ إنما نتيجة قراءة دقيقة وشروط حصرية تطلّبت شخصية غير مختلف عليها, وبالتالي يستطيع عبد الرزاق أن يخرج برأي واضح, أو على الأقل يترك الأمر للتاريخ ويتخلّص من حرج السفاهة وقصور العقل..
     وكان الخوف الأكبر لناطق الدعاة, من إحتمالية إستقلال (موقع) رئاسة التحالف, والمعنى الآخر لهذه المخاوف هو الإعتراض المسبق على أي نشاط تراه الرئاسة يخدم السبب الذي أختيرت من أجله, والحراك هو مادة العمل السياسي وتبقى النتيجة هي المعيار الذي يحدد الحكم سلباً أو إيجاباً.

تشير التسريبات إلى أنّ المعنيين جميعهم, بما فيهم حزب الدعوة؛ متفقون على ضرورة تسلّم الحكيم لرئاسة التحالف في مرحلة ما بعد داعش مباشرة, إلا أنّ إعتراض الدعوة كان ينطلق من الآتي: “طالما دخلنا في مرحلة تحرير الموصل, فلماذا لا تكون رئاسة الحكيم لستة أشهر فقط, فنحن نعتقد إنّها كافية لآداء المهمة”..!
بعضهم تؤرّقه فكرة مغادرة الأزمة, فالإنتخابات تحتاج بضاعة, وهؤلاء بضاعتهم الوهم الذي يبقي الشعب غارقاً في المأساة!..