17 نوفمبر، 2024 8:29 م
Search
Close this search box.

في البلعوم غصة!

لو دامت لغيرك ما وصلت أليك!، البكاء والعويل وارتداء قناع المظلوم لم يعد يجدي نفعاً، فقد حصد الكل ما زرعوه لسنوات أربع يانعة بثمارها ملئت كروش حزب السلطة، وحققت مآربهم الشخصية،قبالته انصرمت سنون عجاف على شعب عاش ينتظر أمل كاذب يُمني نفسه به!.
سنين انقضت بسكب أبشع ما حدث وانتقاء أفضله، ربما نكون مخطئين لكننا على حق بالتفاؤل، فإفرازات انتخابات الحكومات المحلية قد قلبت المعادلة رأساً على عقب، وقلب الشعب لهم ظهر المجن واتاهم الآمر بياتاً من حيث لا يشعرون، وسحب البساط من تحت إقدامهم بعد أن بات العراق يطفوا على برك من الدماء الزكية نتيجة تخبط السياسيين، وعبثهم بمقدرات شعبهم…نجد أن اجتماعاً رمزياً شهد عناق المتخاصمين وتبادل القبلات قد حقق لبغداد هدوء ملحوظاً كان الجميع يخشى حدوث انهيار امني وراقة مزيد من الدماء، مما يؤكد صدى الخلاف السياسي وتأثيره على الشارع العراقي .
الخارطة الجديدة لمنظومة حكم بغداد تعتبر رسالة اطمئنان لأهالي العاصمة كونها تمثل اللحمة الوطنية، وعدم تهميش الآخر، وهذا ما عانيناه منذ أمد ليس بقليل، فما لبثت المكونات إلا أن تقصي بعضها الآخر في مفارقة تاريخية فجة أفرغتنا من محتوانا الوطني، كأنهم وجدوا ليختلفوا، ويبعد احدهم الآخر… غير مؤمنين بوجوب الشراكة والانفتاح على المكونات, دون وضع حجم المكون بالاعتبار.
أن الحكومات المحلية حديثة الولادة في بغداد… البصرة… ميسان… حققت حلم داعب مخايل أهل الوسط والجنوب أن يروا اكبر قوتين سياسيتين يتمتعان بقاعدة جماهيرية واسعة، وتتوكآن على ارث ديني، وجهادي لا يمكن إغفاله، ولم يأخذ الزهو تياري شهيد المحراب، والصدر بتحالفهم القوي بل مدى يد التعاون والرغبة بالشراكة مع كل الفرقاء السياسيين، في خطوة تدل على أصالة المنهج، وواقعية السبيل، رغم امتلاكهما لأغلبية مريحة تمكنهم من حكم المحافظات المعنية بمفردهما.
لكن هذا التحالف غادر مفهوم الكعكة وتقاسمها، ليدخل ميدان الخدمة وأعباء مسؤولياتها، وكانت كل الإشارات الصادرة من قيادات التيارين تشي بأنهما ذاهبان إلى تغيير الواقع الخدمي السيئ الذي خلفته حكومات الهيمنة والإقصاء والتهميش والفساد والتربح والتكسب على حساب المواطن والمتاجرة بآلامه ودمائها .
أن أمل جديد قد أينع وهماً كبيراً أزيح عن كاهل العراقيين، لكن ثمة نقطة واحدة تقف في عرض البلعوم غصةً، إذ ربما .. بل من المؤكد أن الحكومة المركزية التي يعتلي صهوتها المالكي وائتلافه العقيم عن تقديم اي خدمة للبلاد، سيعمد على عرقلة خطط ومبادرات الحكومات المحلية الجديدة، وهو ما يجب أن ينتبه له قادة التحالف الجديدة ويقاوموه بضراوة.
النفاق مرض … وما على المريض حرج!

أحدث المقالات