{ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ }
في مقال سابق طلبنا عدم الاستجابة لدعوات ولقاءات ومهرجانات واحتفالات سياسي الصدفة الذين ثبت فشلهم في أنقاذ العراق وشعبه من هوة الانحدار , دمرت البنى التحتية واشاعة قيم الغاب بين طوائفه وقومياته ودياناته بأجندات أجنبية ومصالح انانية حزبية ضيقة , الحقت ضررا كبيرا بواقعه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي جعلته فريسة لمن هب ودب , وساهمت بتعطيل حركة الحياة فيه , تعالت الاصوات و المطالبات بتدخل مباشر من قبل المرجعية الحكيمة لأيقاف هذا الاذى وتحديد المقصر وفضح الاساليب واستنكار السلوك ومحاسبة الفاسد , أخذت المرجعية الحكيمة على عاتقها ومن صميم مسؤولياتها في بث روح الاخوة والمحبة من خلال خطبها الاسبوعية وتوجيهاتها المستمرة عن طريق ممثليها في المساجد والجوامع والعتبات المطهرة .دورا قياديا بتقديم النصيحة اولا والمحاسبة ثانيا والقطيعة ثالثا , إلا ان القوم ركبوا عباب المعاندة واستحلوا البلاد والعباد في تنفيذ مآربهم وتحقيق مصالحهم , كلام كثير لا كته الألسن اتهمت فيه المرجعية بالخنوع والموافقة والدعم للطبقة السياسية التي تدير سياسة البلد , افتراء كبير لا يليق بمكانة المرجعية الحكيمة فهي بعيدة كل البعد عن هذا الهراء الذي لا مبرر له سوى الانتقاص منها والنيل من قدسيتها , حتى اعلانها عدم مسؤوليتها عن دعم أي قائمة منهم وان لا ينتخب (( المجرب لا يجرب )) صراحة وعلى الملأ , وأجريت الانتخابات وعادة الوجوه نفسها لسدة الحكم واستلام السلطة وذهبت توصيات واوامر المرجعية هواء في شبك , أمام هذا الأمر زادت هوت الخلاف والجفاء بينها وبين السلطة ودار وجهه المرجع المفدى السيد السيستاني واعطى ظهره للجميع مكتفيا بأداء واجباته ونصائحه لعامة الشعب , ولم يستقبل احد طيلة السنوات العجاف دليل على انه غير راض عنهم ولم يكن يوما داعما لهم , المرجع بالمفهوم العام والخاص أب وراعي ومربي وموجه للجميع بحكم مسؤوليته الدينية والاخلاقية, والدليل فتواه بالدفاع عن العراق وحماية ارضه ومقدساته بالجهاد الكفائي , رأينا زحف الجماهير لتلبية هذه الفتوى . نقف قليلا لنعيد الحسابات هنا استجابة الجماهير باندفاع لا حدود له , لماذا لم تستجب الجماهير بدعوته لعدم انتخاب المجرب والاصرار على انتخابهم واعادتهم لسدة السلطة فالمرجع واحد والدعوة صريحة والامر واضح ؟؟؟سيدعي الكثير بانها انتخابات مزوره ولعبت بأوراق الناخبين أيادي قذره الغت الحقيقة ونصبت الباطل , دليل اخر على كلامنا فيما يتعلق بالسيد السيستاني وشلة السياسيين اثناء استقباله للبابا في زيارته الاخيرة للعراق بزقاق ضيق وغرفة متواضعة بمدينة النجف الاشرف , لم يأذن لمسؤول عراقي واحد بمصاحبة زيارته واكتفى بالمرافقين للبابا وحرمهم من مجرد السلام عليه, شاكيا له ان سياسي العراق احبطوا عزمه وخيبوا ظنه في بناء وطن وسعادة شعب ولم يكونوا بمستوى المسؤولية لقيادة البلاد , اعطى رأيه وحزم أمره بانهم غير جديرين بالثقة التي منحها لهم الشعب . مؤشرات علينا ان ندرسها ونضعها امام العين في اختيار من يستحق الثقة وفضح من خان الامانة وركب موجة الفساد والاستحواذ فالوطن وخيراته وثرواته للجميع بدون استثناء وتهميش واذلال . الانتخابات القادمة ان تحققت علينا ان نعي لدورنا المستقبلي في اختيار من يمثلنا ويقود سفينتنا نحو بر امان نستطيع ان نلحق بركب الامم ونعيد للعراق مجده وكرامته المسلوبة على ايدي من توغل بالحرام والفساد .