1 \ : بجانب وعلى الرغم من تكرار التعرّض للخطوة المفاجئة للرئيس بايدن في وقف او ” تعليق ” ارسال ما يُصطلح عليه ” بالقذائف الذكية ” التي تخترق التحصينات العسكرية , والأسلحة ذات العلاقة الى اسرائيل , اذا ما شنّت هجوماً ” واسعاً ” على مدينة رفح .! , والتي كتبنا حولها مقالتين في الأيام الأخيرة الماضية , والتي شغلتْ ايضاً حيّزاً كبيراً في كبريات الصحافة الأمريكية والغربية وما فتئت .! , والأمريكان لم يفعلوها وبالأحرى لم يتخذوا هكذا خطوة طول نحو 7 شهور ونيف من من التقتيل والقصف الأسرائيلي ( الذي تستحي وتخجل منه مفردة Genocide – الإبادة الجماعية ) لشعب ومدن غزة بالأسلحة الأمريكية الفتّاكة , ممّا يجعل موقف او خطوة الرئيس الأمريكي هذه مثارَ تندّرٍ واستخفاف في هذا التوقيت تحديداً والذي له ما له من أبعادٍ كأنّها مجرّدة ومنزوعة ممّا ترتديه من البسة الكلمات ” الخارجية والداخلية ” .. في التوغّل الى عمق ماهيّة وطبيعة الدبلوماسية الأمريكية اثناء الأزمات الدولية ذات العلاقة ومتطلباتها غير المشروعة او ” المشرعنة – امريكياً , وإذ في ذلك مساحات واحجام في حقل الجيوبوليتيك والذي لا مُتّسع في خوض غماره المتموّجة سياسياً , فنختزل ونشير الى : –
2 \ : في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وخلال اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية , واثناء الكشف ” اعلاميّاً ” عن فضحية < ايران غيت او ايران كونترا > والتي بإختصار : وصلَ وفدٌ مخابراتي امريكي الى مطار طهران مرتدين زيّ طاقم طائرة ايرلندية وبجوازات سفر ايرلندية , وكان بضمن الوفد او الفريق الأمريكي الأستاذ ” روبرت ماكفرلين ” مستشار الأمن القومي الأمريكي مع الرائد ” اوليفر نورث ” في ذات المجلس وغيرهم , حيث ابلغوا القيادة الأيرانية أنّ سفينة شحنٍ امريكية حربية قد وصلت توّاً الى احدى الموانئ الأيرانية , ومُحمّلة بأحدث الأسلحة الأمريكية المضادة للدروع واخرى من صنف ” ارض – جو ” المخصصة لإسقاط المقاتلات والطائرات العراقية … لسنا هنا بصدد اعادة ما تضمّنته احشاء تلك الأزمة الفاضحة الأمريكية – الأيرانية , لكنّ ما يدفع للإستشهاد المختزل جداً لتفاصيل تلك الفضيحة الفاضحة , هو تصريح وزير الدفاع الأمريكي آنذاك ” للتغطية والتمويه عن هذه الصفقة السريّة بين واشنطن وطهران ” هو قوله او تصريحه : بأنّ الولايات المتحدة تعمل وتسعى على < إفراغ الترسانة الحربية الأيرانية من اسلحتها > , وهذا اوذلك التصريح للوزير الأمريكي مُثبّت في الصحافة الأمريكية والغربية الواسعة الأنتشار, والمنقولة والمترجمة الى كافة وسائل الإعلام العربية آنذاك وبعدها!
3 \ : ضربنا وسُقنا سوقاً هذا المثال الميداني الساخن لِآليّة الدبلوماسية الأمريكية المتوارثة في الأزمات الأقليمية – الدولية , كعاملٍ او عنصرٍ مساعد لعملية الإستقراء .!