17 نوفمبر، 2024 4:40 م
Search
Close this search box.

في إنتظار أمن حقيقي للمنطقة

في إنتظار أمن حقيقي للمنطقة

بقدر ماکانت ردود الفعل و الانعکاسات التي تسببت بها عملية الاستفتاء التي جرت في اقليم کردستان العراق خلال الايام الماضية، ملفتة للنظر من حيث تأکيدها على قضية الامن و الاستقرار في المنطقة، فإنها لايجب أن تبقى منحصرة بأمور طارئة تجري بصورة مفاجئة”مع أهمية ذلك”، وانما يجب أن تکون بنفس القوة حيال قضايا أخرى لم يعد على أحد خافيا تأثيراتها السلبية البالغة على أمن المنطقة.
الزيارات الممتبادلة بين أنقرة و طهران و إجراء إتصالات على هامش ذلك مع”الحکومة التعبانة”في العراق، والتي ترکز على قضية أمن و إستقرار المنطقة و إحتمالات ماقد تتداعى عنها تأثيرات”محتملة”، تبدو أحيانا مثيرة للسخرية، ذلك إنها تبحث في أمور محتملة أو بتعبير أدق في حکم الغيب، لکنها تتغاضى و تتجاهل أمور و قضايا سلبية أخرى تعبث بأمن المنطقة في وضح النهار، نظير التدخلات الايرانية التي کانت ترکيا للأمس القريب تٶکد عليها بصورة أو أخرى و حتى تضع نفسها في خانة البلدان التي ترفض هذه التدخلات، ولعل مٶتمر القمة الاسلامية السابق في اسطنبول و مٶتمرات مشابهة أخرى، قد کانت أمثلة حية على ذلك، لکن مايجري اليوم، يبدو کأنه بمثابة رحمة من السماء نزلت على طهران کي تشکل لها غطاءا و سترا على تدخلاتها التي هي أساس و بٶرة و جوهر العبث بالامن في المنطقة.
التصريحات الرنانة الطنانة و المواقف التي تمثل أقصى درجات الحرص على أمن و استقرار المنطقة من جانب القادة و المسٶولين الايرانيين إبتداءا من المرشد الاعلى و مرورا برئيس الجمهورية و وزير الخارجية و إنتهاءا بقادة الجيش و الحرس الثوري، لايجب أن تنطلي على أحد من حيث ممارستها للخداع و التمويه من أجل التغطية على دور إيران السلبي جدا في التلاعب بأمن و إستقرار المنطقة و التي حتى يمکن القول بأن الاستفتاء الکردي واحد من تداعياتها التي يريدون التنصل منها و الالتفاف عليها لإستخدامها لمآرب أخرى يبيتونها للمنطقة عموما و العراق خصوصا.
أمن المنطقة قد إهتز بشدة منذ أن بدأت إيران في ظل عهد النظام الحالي ببسط نفوذها و هيمنتها على دول المنطقة و التدخل فيها بشعارات طائفية مشبوهة نظير نصرة الشيعة المظلومين او مواجهة السياسة الامريکية ـ الاسرائيلية، ولاندري أين هي الميليشيات و الاحزاب الاسرائيلية ‌أو الامريکية في المنطقة و التي تهدد الامن، وهل هناك غير تلك التي تشرف عليها قوة القدس الارهابية؟ الامن الحقيقي في المنطقة لايمکن أن يستتب إلا بإنهاء دور أذرع إيران في المنطقة و وضع حد لنهجها المشبوه القائم على تصدير التطرف الديني و الارهاب.

أحدث المقالات