11 أبريل، 2024 6:02 ص
Search
Close this search box.

فيوز…سوسة….والمبردة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كانت المبردة الAir cooler (كما درجنا على تسميتها) “عروس” فصل الصيف قائظ اللهب في بغداد، خصوصا أثناء قيلولة النهار حيث نسدل الستائر ونشغل (نشعل) الايركولر.
كنا نستبق الصيف ونغير “الحلفا”، القديمة بالجديدة، (٣ جهات تبلل بالماء المنقط من أعلاها) لننعم بهواء بارد يتدفق من فتحة المبردة للغرف أو الصالون خلال أشهر الصيف. كانت هذه وسيلة التبريد السائدة منذ خمسينات القرن الفائت.
غير أن كابوس انقطاع التيار الكهربائي (الفيوز fuse) كان يلقي بظلاله الثقيلة، في بعض الأيام، فنستفيق غارقين في عرقنا ننعت خلالها الكهرباء بنعوت…. .
يذكر أن الكهرباء دخلت اول ما دخلت الى بغداد عام ١٩١٧ حيث “دشنها” شارع الرشيد فكان اول الشوارع التي نصبت فيها الاعمدة ومدت اسلاك ولمبات الكهرباء. ليندثر عصر “اللمپچية” (مفردها لمپچي وهو المؤتمن على إضاءة فوانيس شوارع بغداد قبل أن يطرق التيار الكهربائي بيوتات دار السلام).
وفي ثلاثينيات القرن الماضي قام ساسون سوسة بنصب محطة لتوليد الكهرباء لتغذي مدينته الحلة. وتم نصب الاعمدة والعدادات الكهربائية واوصل الكهرباء ، تيار (D.C) المتناوب الصعقة، حيث لاتؤدي الصعقة به والعياذ بالله للموت.
ويروي ابو زياد في حكاياته بأن الصبية في الحلة كانت تصرخ، عند انقطاع التيار، في الشوارع (طفه سوسه .. طفه سوسه) وإذا عاد التيار أرتفع صراخهم (أشتعل سوسه ..اشتغل سوسة) {رمز لعودة التيار الكهربائي} .
وقد اطرا محرري دليل العراق لعام ١٩٣٥ على ساسون سوسة بوصفهم إياه بالشاب الناهض الذي قام بمشروع الكهرباء في مركز الحلة.
رحم الله ايام الفيوزات (جمع فيوز) والمبردات واب اللهاب على الابواب …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب