18 ديسمبر، 2024 3:32 م

فيما ألعرب يهيمون بالحرب اهل روسيا يتندرون

فيما ألعرب يهيمون بالحرب اهل روسيا يتندرون

اسقط الروس، الاتحاد السوفيتي، قبل ان يسقط باحابيل الأعداء؛ حين أطلقوا كل النكات على القيادة السوفيتية المترهلة؛صباح مساء،فأصابوا فيها مقتلا.
وفيما يراقب العالم، بهلع، التهديدات المتبادلة بالحرب بين العملاقين النوويين ؛ يبدو الروس غير عابئين بما يجري. بل ان الإقبال على مشاهدة البرامج السياسية في القنوات التلفزيونية؛ وأغلبها حكومية؛ لم يتعاظم.
لعل العالم العربي، الأكثر ترقبا؛ للمواجهة المُحتملة؛ ليس لان ساحتها سوريا،فحسب،بل ولان الولع العربي بالحرب، عادة لا تضاهيها في القوة، غير عادة الفرنسيين مثلا في تناول الجبن بعد وجبات الطعام. او الشاي مع الحليب لدى الإنكليز. او البهارات في طبخ الهنود.

اما نحن العرب؛ فإننا نفطر وتتغذى ونتعشى ونغفو على جرعات السياسة المرة . وتطوع عرب في خدمة مجانية؛ تروّج لفيديوهات غالبيتها ملفقة تخدم هذا الطرف او ذاك من أطراف النزاع الدموي.
بل تطوع بعضهم بكتابة مقالات يقتحمون بها مواقع التواصل؛ على انها بقلم هذا الزعيم او ذاك السياسي؛ وتفتق العقل المغرم بنظرية المؤامره، عن تقارير خيالية من قبيل هبوط طائرة تحمل مئة جنرال أميركي في موسكو؛ لاقناع بوتين بوقف الحرب؛ على تنفذ واشنطن كل شروط روسيا… وهكذا.
تقارير واخبار لا يعرفها الا الناطقين بالعربية من المحيط الى الخليج.

اما الروس فما ان فرضت واشنطن عقوبات طالت أغنى أثرياء روسيا بذريعة قربهم من الرئيس فلاديمير بوتين؛ حتى انتشرت النكات بين الظرفاء كالزيت. ومع ان العقوبات ؛ طالت شركات ضخمة يعتمد عليها جزء هام من الاقتصاد الروسي، فان المواطن العادي، غير المحب للأثرياء، وغالبا الحاقد عليهم؛ يجد في النكتة، مصدا للحرب الاعلامية والنفسية التي يشنها الغرب على روسيا تهز العالم منذ ثلاثة اشهر ويزيد .

اول تعليق شعبي على ان ثلاثة من مليارديرات روسيا خسروا 12 مليار دولار في اليوم الاول من اعلان العقوبات؛ كان :

لاتهتموا، ستعاملون معاملة قدامى الحرب، النقل العمومي مجاني مع تخفيض خمسين بالمئة على القطارات.

او:
الرد الروسي على العقوبات الامريكية؛ سيكون امتناع رئيس الوزراء السابق دميتري ميدفيديف عن شراء أيفون جديد!
ويطلق الروس الظرفاء على رئيس الوزراء السابق لقب ” ديمتري إيفاونا” كناية عن ولعه بالاجهزة الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، خلافا لبوتين المحافظ الذي لا يملك حسابا في اي منها. ومن جيل القلم والقرطاس.
ورغم تدهور، سعر صرف الرويل، مقابل اليورو والدولار، والمخاوف من ارتفاع معدلات التضخم؛ فان الطوابير امام محلات تصريف العملة، تتعايش مع النكات من قبيل:
شاطر ..بوتين، دائما يحقق أرقاما قياسية ، اخرها إزدياد عدد الممتنعين عن الاصطياف في الخارج بسبب شحة العملات الصعبة!
ولان الشارع الروسي تعود على الاتهامات الامريكية والغربية بان اجهزة بلادهم تتدخل في الانتخابات خارج الحدود، حتى لو جرت في الواق واق؛ فقد اجتاحت النكات تلك الاتهامات من مثل:
متى سيفرضون عقوبات جديدة على روسيا بسبب استفتاء كاتالونيا بالانفصال عن اسبانيا؟! .
وإذ يترقب الروس، ارتفاعات في الأسعار وفِي معدلات التضخم؛ فان السخرية طالت فريق بوتين الاقتصادي الذي لا يكف عن ترديد اننا لن نتأثر بالعقوبات ولن نرضخ ..ولن ..ولن ؛؛

سين:لماذا لا يتاثر الاقتصاد الروسي بالعقوبات الأميركية ؟
جيم: لانها موجهة ضد الاقتصاد. وفِي روسيا لا يوجد اقتصاد!

او
على المتزوجين والمتزوجات من الاجانب تقديم كشف ليلي عن حركة التصدير والاستيراد امتثالا للعقوبات الغربية والأميركية !
واقتحمت النكتة عرين وزير الخارجية سيرغي لافروف المعروف عن مجالسه، الاكتضاض بدخان السكائر والنوادر :
بعد تصويت الكونغرس باغلبية 99% فرض عقوبات على روسيا؛ الخارجية الروسية تؤكد صحة تحليلها بان المؤسسة الأمريكية الحاكمة تعيش حالة تشظي وانقسام!.
وتعتقد غالبية الروس ان بلادهم صارت في نظر الغرب عدوا، بسبب التدخل العسكري في سوريا ودعم حكومة بشار الاسد. ويتندرون ؛؛

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على روسيا لان موسكو تعرقل تحقيق الازدهار في سوريا وفق النمط العراقي والليبي!

وتدخل ايران على خزائن النكتة ؛؛
اذا لم تدفع طهران تعويضات لواشنطن بقيمة عشرة مليارات وخمسمئة مليون دولار عن هجمات سبتمبر فان واشنطن ستفرض عقوبات جديدة على موسكو!

وأخيرا
دخل السكرتير الصحفي على الرئيس بوتين محتقن الوجه قائلا:
– فلاديمير فلاديمروفيتش وصل خبر بان تيريزا ماي تعرضت الى حادث اغتصاب.
– استفسر بوتين على الفور :
– هل اتهموني وحدي بالحادث ام كل روسيا!