تتألق السينما العالمية من جديد بصناعتها فيلم للنجم العالمي ليام نيسون الذي عرض في صالات العرض السينمائية 2015 فبعد ان حقق فيلم TAKEN 1 و TAKEN 2 ايرادات خيالية في شباك التذاكر ها هو يعود من جديد بجزء ثالث من الفيلم ذاته TAKEN 3 وبهذا تكتمل قصة الفيلم التي بدأت في باريس مرورا بأسطنبول وصولا الى الولايات المتحدة والتي جسدت فصولها اروع مشاهد الحركة والاثارة والاكشن فلقد استطاع ليام نيسون حصد ثقة وعشق واعجاب الجماهير العاشقة للشاشة العملاقة في كل اصقاع العالم من خلال تأديته لدور رجل معاصر يبحث عن حياة هادئة وسط الفوضى التي يعانيها المجتمع الانساني لكن رغم هذا تتوالى الاحداث الغريبة الاطوار كي تجعله ينسى سطور حياته الهادئة فيعود الى شخصيته الاساسية الا وهي الرجل المحترف الماهر الذكي الذي يمتلك مواهب وفنون قتالية غير عادية تؤهله كي يواجه اي مشكلة تقف في طريقه …..
في الجزء الاول الاحداث تجري في باريس تخطف عصابة تتاجر بالرقيق ابنته ( كيم ) فيجن جنونه ويقرر القضاء على العصابة وانقاذ ابنته من براثن العبودية لا تنتهي القصة هنا ففي الجزء الثاني التي تدور احداثه في اسطنبول تقرر مجموعة مكونة من عصابة في غاية الخطورة الانتقام منه وخطف زوجته ( الينور ) فتبدأ مغامرة اخرى مليئة بالاثارة والتشويق والحركة ولا تنتهي الا بالقضاء على زعيم العصابة وفي الجزء الثالث الذي تدور احداثه في الولايات المتحدة تقتل عصابة زوجته ( الينور ) وتحاول الصاق التهمة به فتقوم الشرطة بملاحقته ومطاردته يقودهم ضابط ذكي جدا يمثل دوره الممثل المتميز فورست ويتكر في محاولة لكشف اسرار ما حدث وتتبع اثار الجريمة …..
هنا لابد من القول ان ليام نيسون ممثل بارع وماهر جدا وله من الثقافة السينمائية ما تؤهله كي يبقى نجما هوليووديا متألقا مثله مثل الباتشينو وروبرت دينيرو ومارلون براندو وبراد بيت وربما يتخطى هؤلاء بالمزيد من الاعمال السينمائية المحطمة لشباك التذاكر فما يملكه من ضخامة جسدية ووسامة اوروبية ولكنة انكليزية لها سحر طبيعة اوروبا الخلابة من جهة وجمال الحضارة الامريكية بحلة الرجل المعاصر فكل هذا له تأثير واضح على صناعته كنجم عالمي يربط ما بين الاناقة والثقافة السينمائية …..
والشيء الجميل في TAKEN 3 ان القصة اخذت منحى جديد يختلف اختلافا كليا عن ما سبقه في جزئيه الاول والثاني فالقصة بأكملها مختلفة والاجواء التي صورت فيها مشاهد الفيلم مختلفة بل حتى الاسلوب القتالي لليام نيسون والممثلين الاخرين المؤدين لادوار اجرامية ايضا اختلفت وظهرت ملامح اخرى لفنون ومهارات القتال وهذا اعطى صفة الاستمرارية والتألق للجزء الثالث من الفيلم على عكس بعض الافلام برغم عالميتها لكنها فشلت جماهيريا في المحصلة النهائية كفيلم Twilight بكامل اجزاءه والسبب يعود الى تكرار القصة ذاتها والمشاهد فكل الاحداث تدور حول عائلة مصاصي الدماء لذا بأعتباري مشاهدا لكل جديد السينما العالمية وناقد سينمائيا اعتبر هذا الفيلم اسوء كارثة حلت في تأريخ السينما العالمية ولا يصلح ان يكون فيلم تجاري ايضا لأنه يعتبر وصمة عار على جبين السينما العالمية رغم وجود ممثلين جيدين وبارعين في الفيلم لكن اجواء القصة وطريقة سردها سينمائيا لم تكن كافية لكي يصنف ضمن الافلام الجيدة التي من شأنها قد تغير خارطة السينما العالمية لكن في الجهة المقابلة هنالك افلام اخرى مكونة من عدة اجزاء كفيلم the HOBBIT الذي صعق جماهير السينما العالمية بقصته وشخصياته والمؤثرات البصرية والسمعية التي تم توظيفها بشكل جيد لخلق اجزاء متتالية للفيلم فهو فيلم رائع بكل المقاييس ويصلح للصغار والكبار لأنه يعطي مذاقا سينمائيا مرهف الاحاسيس يصاحبه شعور تلقائي للاثارة والحركة والتشويق …..
ففيلم TAKEN 3 تنطبق عليه كافة مواصفات العمل السينمائي المتميز فبرغم تربعه على عرش البوكس اوفيس وتحطيمه للايرادات التي تخطت 70 مليون دولار امريكي رغم ان تكلفته لم تتعدى 48 مليون دولار امريكي هذا يمثل صعود مؤشر القيمة الفنية والسينمائية لليام نيسون والممثلين المشاركين في العمل لكن الكثير من الافلام حققت هكذا مبالغ خيالية في شباك التذاكر لكنها في مرحلة ما سقطت جماهيريا ولم تعد متألقة بأعتبارها فيلم عالمي يستحق التوثيق ضمن مكتبة الافلام العالمية مثل فيلم Twilight نظرا للفشل الذريع الذي حصدته في عقول المشاهدين فكريا وفلسفيا وبالتالي ضياع قيمتها السينمائية التي لم يكن لها وجود على الشاشة العملاقة …..
لكن TAKEN 3 فيلم له شخصية معنوية قوية جدا تضاهي شخصية كاتب رواية تجاوزت مبيعات روايته حاجز المليون نسخة اي القضية هنا متعلقة بالمال من جانب لكن من جانب اخر هنالك من تأثر فعليا بجوهر ومضمون قصة الفيلم او الرواية وبالتالي جعلته يقرأها او يشاهدها وبالتالي ان يحتفظ بها في ادراج مكتبته بأعتباره عمل ادبي مبتكر وخيالي او عمل سينمائي مميز …..
القصد هنا ان الفيلم لن يحظى بقيمته الفعلية دون توثيق وهذا امر في غاية الاهمية ففيلم TAKEN 3 تم توثيقه كعمل سينمائي مميز يضيف شيئا جديدا لمناهج ونظريات السينما العالمية بدءا بجزئيه الاول والثاني وصولا الى الجزء الثالث …..
مشاهد الفيلم رائعة وساحرة والقصة مثيرة جدا للعقل كي يواصل التعمق في خيوطها اضافة الى ان سطوع الالوان في مشاهده اضفى المزيد من الاثارة على الاحداث والطريقة المثالية للحوار بين شخوص الفيلم التي تختصر الصورة بجمل وعبارات تزيد من الغموض في سرد فصولها …..
فالفيلم يطرح الكثير من المشاعر والاحاسيس حول علاقة اب بأبنته ومدى حبه وتعلقه بها الى حد التضحية بيومياته الهادئة في سبيل ان يحقق الهدوء لها والفيلم يطرح العلاقة الزوجية برؤى الحضارة الامريكية وكيف ان الزوج والزوجة افترقا لكنهما بقيا على علاقتهما ضمن حدود الصداقة بعيدا عن الحقد والكره كل هذا يدور في مشاهد معينة تليها مشاهد حماسية وثورية مليئة بالحزن من جانب والغضب والانتقام من جانب …..
TAKEN 3 فيلم يستحق الاوسكار بكل المقاييس رغم عدم ترشيحه لمنافسات النسخة الجديدة من الاوسكار التي سينطلق حفله في اواخر شباط 2015 لكنه يبقى فيلما متميزا رائعا ساحرا يمتلك مقومات الفيلم العالمي الناجح بأمتياز مع مرتبة الشرف …..