لو قدر لهيتشكوك أن يشاهده لكان سيعجب به!
تلعب ايزابيل هوبيرت في هذا الشريط الجميل الرومانسي (السيكلوجي) دور زوجة موسيقي شهير ووريثة لعائلة بورجوازية سويسرية متخصصة بصناعة الشوكولاتة، حيث تخفي وراء ابتسامتها الدائمة وشخصيتها الجذابة وجها آخر يمتزج فيه الغموض بالشر الباطني، وهو ما يتأكد بوضوح حين تكتشف فتاة جميلة شابة (جين وتلعب دورها آنا موغليس) أن امها أخفت بقصد هوية ابيها الحقيقية، والذي لم يكن بحقيقة الأمر سوى عازف بيانو الشهير زوج صاحبة مصنع الشوكولا…وتحاول الفتاة التعرف الى أبيها الحقيقي الذي ورثت عنه موهبة العزف خلفا لابنه (جاك دوترونك) الذي لم يكن ابنه في الواقع، والذي تم استبداله بالخطأ ابان ولادتهما!
تحيط ايزابيل بديناميكية وتفاعل حياة اسرتها المكونة منزوج وابن، وتبدي حماسة ماكرة برعاية التواصل المستجد بين زوجها والفتاة الشابة بهدف تعميق تجربتها بالعزف، لكنها تمارس اجراما ماكرا خفيا بوضعها لمادة سامة منومة في فنجان
الشوكولاتة الحارة اللذيذة الذي تقدمه للفتاة للفتاة، لكن الفتاة تكتشف بذكاء محاولة التسميم هذه، بعد ان يقوم صديقها الطبيب بتحليل بقايا من الشوكولا التي انسكبت بالصدفة فوق قميصها!
يكشف الفيلم (المستند لرواية الكاتبة البوليسية الأمريكية شارلوت آرم سترونغ) خفايا طلاق الموسيقار أندريه من زوجته ماري كلير منذ ثمانية عشر عاما، وزواجه مجددا من “ليزابيث” التي خلف منها ابنا وقضت بحادث سيارة…ومن رواياته المحببة قصة استبدال ابنه بالخطأ بأحد المستشقيات!
ثم تتابع بلامبالاة مقصودة مجيئها الى منزل والدها الموسيقي، ومع الوقت تتوطدالعلاقة بين الفتاة الجميلة والابن الذي استبدلت به…يضحي المخرج البارع هنا كلود شابرول طواعية بعناصر المفاجأة والتشويق بحثا عن رؤيا درامية جديدة ومميزة تغوص بموضوع “تفكيك العلاقات الثنائية”، وقلما نجح المخرجون بتناول هذا الموضوع الشائك المعقد كما نجح شابرول بهذا الفيلم اللافت.
أبدعت ايزابيل هوبيرت كما ابدع شابرول باخراج هذا الفيلم الشيق الذي يغوص بلا ضوابط بسيكلوجية العلاقات البشرية وخفايا النفس البشرية، وبالتأكيد فلو قدر لهيتشكوك أن يشاهده لكان سيعجب به!