5 نوفمبر، 2024 6:26 م
Search
Close this search box.

فيلم حياة الماعز والعبودية الحديثة

فيلم حياة الماعز والعبودية الحديثة

لا أريد أن اخوض في أحداث الفيلم الذي أخذ مساحة كبيرة في مواقع التواصل الإجتماعي من مؤيد ومخالف ومدافع من غير حق .

الفيلم عكس حالة غريبة ومقززة وغير إنسانية منتشرة في دول الخليج مع الأسف الشديد في التعامل مع الأيدي العاملة الوافدة إليها ، هذه الأيدي العاملة والتي تعمل بإخلاص شديد وتقدم الكثير مقابل أتعابها والتي قد تكون قليلة بالمقارنة مع مواطني تلك الدول .

الكثير من هؤلاء يتركون أوطانهم من أجل أن يوفروا لقمة العيش لعوائلهم ويرضون بالقليل وبالمقابل يُعامل هؤلاء بصورة لا تليق بإنسان وخاصة ان دول الخليج هي دول إسلامية ويجب أن تكون قدوة لبقية الدول الغير مسلمة في التعامل مع الوافدين لديها وبالمناسبة فإن هؤلاء لا يحصلون على معاشاتهم دون أن يقدموا شيء بل يخدمون هذا البلد أو ذاك على أحسن وجه .

ان دولة كالمملكة العربية السعودية وعلمها يحمل عبارة لا اله الا الله محمد رسول الله عليها أن تكون في المستوى اللائق في التعامل مع الآخرين لأنه بكل بساطة هؤلاء الوافدين هم ضيوف لهم وليسوا عبيد كي يتم التعامل معهم بهذا الشكل المخزي والمشين ، طبعاً هذه الحالة هي واحدة من الكثير من الحالات المشابهة والتي تحدث بين فترة وأخرى .

العَلَم وما يحمله من عبارات يجب أن يكون أمام كل من يتصور ان الآخرين عبيد وليسوا بشر ويخجل هؤلاء ويعيدوا التفكير مئات بل الآف المرات قبل أن يُقدِموا على أي عمل يضر ويسيء ويقلل من قيمة ووجود الآخرين .

مع الاسف الشديد هذا التعالي والتعامل مع الاخرين ليس بجديد على هؤلاء فالتاريخ ينقل لنا ما كان يقوم به هؤلاء من اعمال مشينة ومخزية أيضاً بنهب وسلب الحجاج القادمين الى مكة المكرمة وأحياناً كانت تضطر الدولة العثمانية بإرسال قوات حماية لصد هؤلاء القتلة والمجرمين ، ولا اريد ان اخوض اكثر في الجرائم التي حدثت من هؤلاء .

ان نظام الكفيل المخزي هو نوع من تجارة العبيد الحديثة والتي تستخدمها هذه الدول ومنها السعودية يجب أن يُلغى بقرار فوري ويتم التعامل مع الآخرين بالشكل اللائق لا أن يتم استغلال الوافدين بهذا الشكل المرعب والغير أخلاقي والبعيد عن مباديء الإسلام وإلا على هذه الدول أن تعلنها علنية انها ليست دول إسلامية بل تعيش حالة الجاهلية الأولى ليتم التعامل معها على هذا الأساس ويعلم الوافد إليها كيف ستكون النتائج المترتبة عليها .

ومن خلال متابعتي للكثير من التعليقات وجدت ان هذه الحالة منتشرة كثيراً ويُطالب هؤلاء بالعمل أكثر من المعتاد ويتم إستغلالهم كثيراً ويتحمل هؤلاء الكثير لأجل أن يوفروا لقمة العيش لعوائلهم ويتحملون عواقب الغربة المقيتة وهم يتمنون اليوم الذي سيتركون هذه الدول ، والبعض القليل منهم يحاول تحسين صورة المملكة السعودية وحتى تصل ان المبالغة في الدفاع وتصل الى حالة من الغرائبية .

على أية حال على المملكة أن تعاقب من تسول له نفسه بتحقير وإهانة هؤلاء وإعطاء الحقوق الكاملة لهم وتعويضهم بالشكل اللائق وإلغاء مسألة الكفيل لتحسين الصورة المشوهة للمملكة لا أن تغض النظر وتعتقد انهم على حق .

أحدث المقالات

أحدث المقالات