18 ديسمبر، 2024 6:01 م

فيكتور بوت أو تاجر الموت قائدا لقوات فاغنر!

فيكتور بوت أو تاجر الموت قائدا لقوات فاغنر!

معظم قادة الميليشيات في العالم من أمثال (يفغيني بريغوجين) زعيم فاغنر السابق، هم أصحاب الحظ الأوفر على كافة المستويات في عالم اليوم. على سبيل المثال لا الحصر (حمد حمدان دقلوا أو الملقب حميدتي) قائد ميليشيا الدعم السريع في السودان، فهي ميليشيا شبه عسكرية مشكلة ومكونة من ميليشيات الجنجويد التي كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية خلال الحرب في دارفور، وغيرهم من قادة ميليشيات أسماء بارزة على مستوى العالم. وما زاد الأمر نكاية هي أن الصحوة الميليشياوية في القرن الحادي والعشرين جعلت المشهد الإجرامي الأكثر بشاعة على كوكب الأرض، مما استجلب الإرهاب والقتل والتدمير والتهجير. ويغلب على ميليشيا فاغنر وغيرها روح التنظيم والطاعة المطلقة، فيشكلون جماعات شديدة الإجرام في كل شيء، حيث لا يبقى لأنصار هذه الجماعات سوى الاستيلاء على الحكم ليحكموا الشعوب، أو بالأحرى أن يفرضوا سيطرتهم من خلف ستار الحكم، فيصبحوا هم الهيئة المراقبة والمحاسبة دون أن يحكموا بشكل مباشر. وبموجب هذا الشكل من سطوة فاغنر ومثيلاتها تتم السطوة الكاملة على الدولة والمجتمع، وعندئذ يتدخل بوتين ويغتال بريغوجين، ليس من أجل نصرة القانون والعدالة، وإنما انتقاما منه.
أبرز وأهم التحركات الأخيرة لزعيم فاغنر قبل موته:
مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية انفرد بمعلومات مهمة وخطيرة تخص (بريغوجين) قائد فاغنر السابق مفادها، إنه زار يوم 17 من هذا الشهر النيجر والتقى بمجموعة من القادة العسكريين وعدد من السياسيين واستمرت الزيارة لمدة 8 ساعات كما التقى بعدد من العسكريين من فاغنر. من ثم انتقل بريغوجين في زيارة سريعة الى ليبيا ولم يكشف عن بمن التقى لكن أحد المرافقين قال انه التقى بضباط من فاغنر وأصدر عدد من التوجيهات تتضمن اجراء تغيرات كبيرة في عدد من القيادات. وبعدها زار السودان يوم 18من هذا الشهر والتقى بقيادات من قوات الدعم السريع السودانية، وقد هبطت طائرة بريغوجين، المروحية برقم SF 32 التابعة لفاغنر قرب مكان وجود بريغوجين، وكانت تقل 5 من قادة قوات الدعم السريع السودانية، وبالقرب من مدينة (بانغي) في ولاية دارفور، حاملةً سبائك من الذهب هديةً لبريغوجين، مصدرها مناجم كانت قوات فاغنر قد ساعدت على تأمينها في غرب السودان. المعلومات تؤكد على إن بريغوجين قال للضباط من قوات الدعم السريع “انا بحاجة الى المزيد من الذهب وعليكم توفيرها وبسرعة وانا اضمن لكم الانتصار في معركتكم مع قوات البرهان “.
وبينت المعلومات ان بريغوجين زار ايضا قواته في سوريا في وقت مبكر من فجر السبت 19 والتقى بعدد من افراد فاغنر في قاعدة حميمين قبل ان يعود الى بلاروسيا.
فيكتور بوت سيتولى رئاسة قوات فاغنر خلفًا ليفغيني:
يعتبر فيكتور بوت أشهر تاجر سلاح بالعالم ولقبه (تاجر الموت) سُجن بالولايات المتحدة 14 سنة واخرجه الروس عام 2022 بتبادل أسرى، وقد زود بوت كل مناطق الصراعات بالعالم بالأسلحة.
لندع ما يسمى (نظرية المؤامرة) لأنها واقع تجسده جميع سجلات السياسة العالمية. هذا الواقع لا يستدعي أن نؤمن بالمؤامرة أو نستبعدها من عقولنا. فلا توجد دولة عريقة إلا ولديها أرشيف من المعتكفات السرية المقفلة. بلا شك أن فاغنر وغيرها وجدت لتحقيق مصالح معينة، وقمع هذه الذيول لا تملك إلا ان تهتز بزمجرة الوحوش التي تلتصق معها، مجمل العمليات الميليشياوية تدخل في حساب الاستنزاف وتعتبر رسائل نارية بمضمونها الواضح للجهة المقابلة.
لقد بات واضحا جليّا أن دور هذه الميليشيا (فاغنر) لا يتعدى كونه رأس حربة في أجندة الرئيس بوتين حصرا ومقيد بأوامره، هذا الدور تكمن خطورته في حالة السودان وليبيا وسوريا كما ذكرت المصادر. ربما يكون الأمريكان هم من أنهوا وظيفة (بريغوجين) ليستلم فيكتور بوت القيادة بعد تجنيده وهو في السجن لديهم 14 عام أو لنفترض تم الاتفاق بين الأمريكان والروس على التخلص من (بريغوجين) وهي صفقة كبرى لسيناريوهات قادمة، وبموجب هذه الصفقة تتبدل حكومات وترسم حدود حسب مصالحهم.
فهل ستتم الصفقة بشكل انسيابي؟
هناك ستظهر براعة التخطيط الاستراتيجي وترسم كل المسارات، وسوف يضعون خطط معقدة ودقيقة لكل حالة تفرض على واقع الأحداث، مع معالجة كل الثغرات ويجهزون حتى وسائل الإعلام ومعاهد الدراسات لهذا الشأن. لكن الأمر المثير للجدل أو الخطير هو فيما إذا صحت المعلومات التي ذكرت آنفا حول زيارة زعيم فاغنر السابق لعدد من الدول العربية. من هنا، فإن الحكومات العربية التي كانت على علم بتواجد زعيم ميليشيا فاغنر على أراضيها، هي إما عميلة مصطنعة وإما مستبدة طاغية تخشى شعوبها وهمها البقاء على دفة التسلط وسلب ونهب الثروة.
إذن من عدو من؟
بالرغم من ألاعيب وفنون السياسة التي مارستها وتمارسها علينا الدول الكبرى من خلال إحداث تغيرات صورية لأرتال من العملاء الذين تدربهم بإتقان على لعبة الخداع السياسي وفن الخطابات المسرحية أمثال (بريغوجين، وفيكتور بوت، وحميدتي وغيرهم) وحتى خوض الحروب على طريقة الأكشن السينمائي لهؤلاء (القادة) قادة وزعماء الدم والقتل. لهذا يحدث أحيانا أن يصدق الكاذب بالأكذوبة التي يعيشها وينسجم مع دوره المسرحي لمستوى فقدان الصلة بالواقع الحقيقي لمكانته وانتمائه. هذا ما يحدث على ساحتنا حاليا، زعيم ميليشيا ليس عربي أصلا يمارس أبشع جرائم الإبادة بالسلاح ليقتل شعبنا في سوريا وفي السودان وليبيا، يسانده من داخل السودان وليبيا وسوريا، المجرم العميل الخائن الذي يؤدي وظيفته بأقصى حالة غير أخلاقية ليرضي أسياده، يقول لهم باختصار أنه يستطيع فعل ما يعجزون عن فعله في ممارسة الجريمة والإرهاب ضد الشعب، نعم هو الشعب السوداني، والشعب الليبي، والشعب السوري. لاسيما كل الشعوب العربية عدوة للغرب الاستعماري الذي وضع بريغوجين وحميدتي وأمثاله وأباح لهم أقذر أنواع السادية والوحشية في ارتكاب الجرائم.
مفرقعات بايدن حول مقتل زعيم فاغنر:
الرئيس الأمريكي جو بايدن صرح بشأن سقوط طائرة رئيس مجموعة فاغنر (يفغيني بريغوجين) قال “أن بلاده تسعى لتحديد كيفية سقوط طائرة بريغوجين ومقتل ركابها العشرة”.
لا شيء يدعو للسرية سوى منح ميليشيا فاغنر امتيازا العربدة على حساب العرب وضمان أمن اسرائيل بدليل مفرقعات بايدن الأمريكي وفريق إدارته حول موضوع سقوط الطائرة ومقتل بريغوجين، فكل هذه تندرج تحت بند خاص بينهما لا يخلو الغرض منه عملية ابتزاز لبوتين وفق مبرر الدفاع عن الحقيقة. ولمن يتقن علم حساب معادلات السياسة وفن تفكيك شفرات طلاسمها، سيجد أن ميليشيا فاغنر لا يصلح استعماها في المرحلة القادمة.
إن الخطر الأكبر لا يتجسد في وحشيّة فاغنر وقوات الرد السريع، ولا في الفصائل المسلحة في ليبيا، فهذه الميليشيات ليست أكثر من وحوش مدجنة لدى من هو أخطر منها. تلك القوى الشريرة التي تمتص دماء الشعوب وتنهب مقدراتها وثروتها من خلال الأساليب المجردة عن الأخلاق والقيم الإنسانية.
فيما يخص سجال التصريحات الإعلامية والمزايدات الكلامية لدى رؤساء الدول الغربية وغيرهم فهي تندرج ضمن إطار لعبة السياسة والتغطية على استراتيجيات الهيمنة واستمرار اللعبة. بالتالي هكذا تدار شؤون السياسة الدولية وما يجري في الخفاء أهم بكثير مما يرشح على السطح من دراما.