18 ديسمبر، 2024 5:15 م

فيض بركات.. وإحراج للحكومات

فيض بركات.. وإحراج للحكومات

يروى أن رجلاً، قرر زيارة ابنتيه المتزوجتين؛ الأولى كان زوجها فلاحاً، فلما سألها عن حالها قالت: حرثنا الأرض، وبذرنا البذور، فإن أمطرت السماء، كان رزقنا وفيراً، و إن لم تفعل، وقعنا في قتر وديون؛ أما الثانية، فكان زوجها فخَّاراً، فلما سألها عن أحوالها قالت: صنعنا الجرار و الأواني، و تركناها لتجف في الشمس، فإن لم تمطر كنّا في رزق وفير، و إن أمطرت، قضينا سنتنا بالدين؛ فلما عاد إلى بيته، قال لزوجته عندما سألته عن أحوال بنتيهما: إن أمطرت إحمدي الله، و إن لم تمطر إحمدي الله.
يختلف الناس، في إستقبالهم للمطر، فمنهم من يستقبله استقبال المشتاق، لإرتباط رزقه به، ومنهم من يمتعض منه، لتعطل مصالحه بسببه؛ وبعيداً عن آراء الأفراد، ماهو أداء الحكومات تجاه الفيضان أو الجفاف؟
حكومات المنطقة، أظهرت عجزها عن التعامل مع هذه الظروف، أقربها ما حدث في أراضي الجيران، من فيضانات إجتاحت مناطق كبيرة، بدون أي حلول تذكر، سوى رحمة الله التي لا يضر معها شيء.
حكوماتنا الاتحادية والمحلية، السابقة منها والحالية، لم تكن أفضل حالاً؛ فمنذ عدة سنوات، عانينا من الجفاف وقلة الزراعة صيفاً، و أمطار تغرق مساحات واسعة شتاءً، لكن لم نلاحظ أي خطوة لحل هذه المشكلة.
التخزين هو أقدم طريقة، لحل هكذا نوع من المشاكل، منذ أيام سد مأرب، و أيام ” ذروه في سنبله” كان القدماء يخزنون ما يفيض عن حاجتهم، لأيام الشحة والحاجة، أتاهت هذه الفكرة عن المسؤولين؟ أم أنهم لا يعترفون بالحلول القديمة، ويبحثون عن طرق حديثة، تواكب عصر السرعة، وهل مواكبة عصر السرعة تحتاج تحضيرات تمتد لسنوات طويلة؟
أمطار الموسم، تتحدى المسؤولين، لتنفيذ برامجهم التي ملأت ساعات العرض الفضائي، و صدعوا بها رؤوسنا، فها هو الميدان، فلنشاهد مهاراتك في اللعب يا حميدان.