لايخفى على احد مدى رغبة البرزاني و(اكراد الحزبين) في تفتيت العراق وتقطيع اوصاله… ليس فقط لإقامة اقليمهم الخاص, بل للإستحواذ على ماتقع عليه ايديهم من ارض عراقيه… كرديه كانت ام تركمانيه ام مسيحيه ام عربيه …فليس ذلك بالشيئ المهم…. فالاولويه هي في تجزئة العراق…. ذلك الحلم الصهيوني القديم الحديث الذي ينفذه (اكراد الحزبين) اليوم ….بكل امانه….
المحافظات المحاذيه للإقليم صلاح الدين ونينوى وديالى … كلها اعلنت انها تريد التحول الى اقليم…وآخرها كانت ديالى حيث طالبت بذلك ولكن الأعضاء الكرد في مجلس المحافظه تحفظوا على القرار الا حين التأكد من تخلي المحافظه عن ماتسمى المناطق المتنازع عليها مع الإقليم…. اي ان القاسم المشترك لكل المحافظات المحاذيه للإقليم والتي طالبت بتحولها الى اقليم هو ان تتخلى عن المناطق المتنازع عليها….
البعث الكردي يقاتل على اكثر من جبهه لإضعاف العراق.. فهناك الخارجيه بجهود زيباري وهو يعمل للإقليم دون العراق, وكذلك في الداخل فرج الحيدري رئيس المفوضيه و العضو في الحزب الديمقراطي الكردي وهو يعلن انه من حق المحافظات التحول للإقليم حتى دون موافقه رئيس الوزراء على ان تتخلى تلك المحافظات عن المناطق المتنازع عليها… طبعا لصالح الإقليم…
الأمر اصبح واضحا… البعث الكردي يحرض ويدعم بقوه تلك المحافظات لتتحول الى اقليم لهدفين احدهما اضعاف المركز والآخر للإستحواذ على ماتسمى المناطق المتنازع عليها بعد وضع اليد عليها ليكون الأمر لاحقا أمرا واقعا خصوصا مع ضعف وانفراط عقد حكومة بغداد…فبغداد منشغله بأمور الخلاف والإختلاف… تلك القضايا التي اشعلها البعث الكردي من داخل الحكومه بين الأطراف جميعا سنة وشيعه… ولعب على اكثر من حبل.. فبغداد منشغله اليوم بقانون النفط والغاز وعقود الإقليم مع الشركه الامريكيه التي تريد التنقيب في خارج حدود الإقليم…. اي هي ضربه تحت الحزام من ضربات عديده يوجهها البعث الكردي لبغداد لإلهائه عن الواجبات الحقیقیه …
ولكن الأمر ليس بتلك البساطه كما يبدو…. فقضاء بلد وكذلك الدجيل رفضا اقليم صلاح الدين وطالبا بالإنضمام الى المركز في حال اعلان المحافظه اقليما….. وكذلك قضاء الخالص والمقداديه رفضا تحول ديالى الى اقليم…. وربما ستحذوا الكثير من الإقضيه والنواحي حذوهما ليرفض الشرفاء تحول المحافظات الى اقليم في اكبر مؤامره على مصير العراق كوطن قائم من زاخو الى الفاو….فأعذار وحجج السياسيون السنه واهيه لاتعبر عن وطنيه كانوا يتمتعون بها قبل فقط بضعة شهور معدوده… فحجتهم في ذلك ان المركز يهمشهم كطائفه… ولكن من في المركز؟؟ هل الشيعه هم فقط من يحكم…..؟؟؟ للسنه نصيب في ذلك في البرلمان والحكومه والرئاسات الثلاث…. الحجه ضعيفه بل تكاد تكون معدومه خصوصا اذ ماعلمنا انهم ولمدة ثمان سنوات لم يطالبوا بالفيدراليه بل العكس… كانوا ضد فيدراليات الجنوب والبصره وكل فيدراليه طالب بها احدهم!.!.!.!. بل انهم ايضا لم يقتنعوا بالفيدراليه الكرديه فما الذي حدث ياترى ليطالبوا اليوم بفيدراليات سنيه؟؟؟؟؟؟
سمعنا الكثير من تصريحات ولقائات المطلك والهاشمي والنجيفي وغيرهم من السياسيين السنه وهم ينتقدون القيادات الكرديه التي تنادي بالفيدراليه وتقرير المصير للخلاص من عذابات الماضي والإقصاء والإلغاء اللذان تعرض لهما الكرد طيله فترة وجودهم في العراق… والقى السياسيون السنه اللوم على الكرد في ان العراق لم يهمش احدا وان للكرد موقعا متميزا في صناعة القرار في العراق وفي الحكم …. حيث من الحكم الملكي مرورا بالحكومات الجمهوريه المتعاقبه الى حكم البعث كان هناك الكثير من الوزراء والمسؤولين الكرد في الدوله… وان الكرد حصلوا على الحكم الذاتي وحقوق كثيره والى آخره….. اي ان القاده السنه اليوم يلعبون مالعب الكرد به قبلا… وهم يعبثون بالعراق كما عبث به الكرد…فحجة التهميش والإقصاء غير مفهومه … بل غير منطقيه ويمكن حلها بالحوار….اما ان يطالب كل من يتعرض الى الظلم بالفيدراليه والإنفصال فإننا سوف لن نجد قريه ولا حتى… (دربونه) … في العراق الا وطالبت بذلك…..
ولكن كل ذلك يصطدم بحاجز الوطنيين من العراقيين, فهناك الرفض الواسع لهذه المؤامرات حيث يتمثل ذلك بخروج المظاهرات المندده لتلك المؤامرات في الخالص والمقداديه وبلد والدجيل وغيرها من مناطق العراق… ولا ننسى الفلوجه البطله التي اجتمعت فيها العشائر العربيه الأصيله لتعقد مؤتمرا تعلن فيه رفضها لتلك المؤامره….
قد يظن البعض ان هؤلاء السياسيين مخلصون لأهليهم في مطالبتهم الفيدراليه للتخلص من الظلم…. ليس الأمر كذلك… هم يريدون تطبيق الفيدراليه للحصول على ميزانيه خاصه ليكون السلب والنهب دون رقيب وحسيب… تماما كما يحدث في اقليم الكرد….فالواردات هناك لايعرف عنها احد سوى القليل من في حكومة الإقليم… اين تُصرف الميزانيه وفي اي مجال.؟؟؟ لااحد يعلم سواهم…. فبغداد لاتعلم شيئا عن الأمور الماليه وعن عوائد المنافذ الحدوديه … الأمر الذي ساله له لعاب القاده السنه وهم يرون بأم اعينهم مغارات علي بابا تُفتح امام القاده الكرد وهم يكنزون المليارات وترتفع اسهمهم وشركاتهم في كل انحاء العالم… فلربما ينول القاده السنه نصيب من ذلك في حال طبقت الفيدراليه في محافظاتهم….. ابتلانا الله بسياسيين لايشبعون… فهم في سباق محموم …هم يعانون من عاهات الجشع والطمع حتى اعمى الله قلوبهم… فما عادوا يرون من الدنيا شيئ سوى الدولار … فهو القادر على زغللة ابصارهم… فتعسا لهم جميعا…