الجبل والاطفال والنساء الرق, ثلاثية كربلائية وضعت النائبة فيان دخيل في ذمة منصة البرلمان العراقي صارخة بعبرات الاستغاثة وعبارات التوسل في انقاذ شعب يزحف من طوفان سنجار الى أعالي الجبل, وهم يبحثون عن سفينة نوح عسى ان يجدوا في حكومتهم قوارب نجاة لشرفهم المستلب على شرف الساسة العراقيون أن كانوا هم كذلك فعلا, فربما عذارى الموصل اللواتي أبيحت دماءهن بخناجر داعش وأطفال تلعفر الذين قضوا موتى في مهود براءتهم , لم يحركوا ساكنا في ضمائر من وضعهم “الصندوق ” حراسا على أمانات البلاد وعباده, فكانت سنجار وزمار , الفصل النازح في سجل المدن المستباحة لعل سهل نينوى يجد في جبل سنجار إنسانية فقدت مابين وفاق واتفاق وولاية ثالثة.
ما حدث بالأمس عندما ترجلت (الدخيل ) وهي تختزل دموع العراقيين وتطلقها دفعة واحدة في حوض القبة البرلمانية , عزاء في عراق يموت بطريقة الاجزاء , والقادم من الايام ينذر بإعلان ورقة الوفاة إذا ما بقيت الأعراض والعروض قرابين الوصول الى بساط الرئاسة , والسؤال الذي يمكن ان يخرج من عباءة امرأة برلمانية لم تجد سوى الصراخ وسيلة للدفاع عن أهلها وهم يذبحون جوعا وتنكيلا وهتكا , ما الذي سيتغير بعد ان بكى البرلمان؟, هل سينظرون الى الخارطة جيدا ليجدوا ان باحتلال سنجار وزمار ووصلا الى معبر ربيعة الحدودي المتلاصق مع مدينة الحسكة السورية قد اكتملت معالم خريطة دولة العراق اللاأسلامية وخصوصا ان عصابات الكفر تجلس الان على منابع الماء والنفط العراقي, ام ان المعنين بالسلطة لايميزون بين الخريطة والمخروط؟؟ .
حقيقة ان ما كان في الامس صعبا بدأ يقترب ان يدخل في مجال الاستحالة, وهو كان واضحا في مصاديق الاحدث المتفجرة والمتصاعدة يوما بعد يوم , دون ان تكون هنالك معالجات واقعية حقيقة لايقاف نزف الوريد العراقي, وبالتالي وبعيد عن الخوض في تفاصيل الية سقوط تلك المدن وفيما ان كانت صفقة ما بين متشاطرين او ضعف في الاعداد والاستعداد , غير اننا وبهكذا تدابير تتسم بالشجب والاستنكار لانملك من القول الى أن نتوجه بالحديث الى السيدة النائبة اننا سنحتاج الى مزيد من دموعها كي ننعى عوائل ما زالت تنتظر تهجيرها.