هناك بعض القوى الإقليمية المنافقة , التي تضلل القطيع الخانع لها , بأنها تعادي هذه القوة أو تلك , وتتبارى في ميادين الألعاب الإعلامية , وفي حقيقة ما يحصل أنها تنفذ أجندات مَن تدعي معاداتهم , وتساهم بتأكيد مشاريعهم وتأمين مصالحهم , ولن يحصل بينها وبينهم أي إشتباك مسلح جاد ومؤثر سلبا عليها.
قد يقول المتوهمون ببعض الأحداث هنا وهناك , وهي مرسومة وفقا لخطط وآليات يتحقق فيها إستخدام الأشخاص لمهمات , وعندما ينفذون كل شيئ تنتفي الحاجة إليهم , فيتم القضاء عليهم بأساليب ذات تأثيرات عاطفية وإعلامية ترسخ الدجل والنفاق السائد.
فالواقع لن يتغير لصالح دول المنطقة , وإنما لصالح القوى الإقليمية الفاعلة فيها , وبمساندة القوى العالمية القوية بأسرها , فهي متفقة على ترقيد المنطقة والتنكيل بمواطنيها , والضغط عليهم وتهجيرهم وتشريدهم لكي يتحقق إحلال غيرهم فيها.
وسياسات الحرمان القاهرة ستتواصل , لتفريغ الأرض من أهلها وبيعها للأغراب , وبعد بضعة عقود ستكون مأهولة بأبناء الدول الإقليمية الطامعة فيها.
وقد تم تسليم المنطقة بالكامل لهذه القوة أو تلك , وها هي تسرح وتمرح وتفعل ما تشاء , وتحكم وتقرر مصير البلاد والعباد , وتغير ديمغرافية المدن ومعالمها , وتضلل الناس المدجنين لتحقيق أجندتها وفقا لأساليبها المخاتلة المضللة.
والخاسر أبناء المنطقة , الذين سيجدون أنفسهم ذات يوم , بلا قدرة على الحياة في أرض أجدادهم , وأنهم الغرباء , والغرباء أصحاب الأرض , ولهم القوة والسيادة والحكم.
ولهذا تجد القوة الإقليمية وبمساندة القوى العالمية , تنصّب الحكومات القادرة على تنفيذ مشاريعها , ونأمين أجنداتها , وقدرتها على وضع اليد على كل شيئ في البلاد.
إنها لعبة ذات وجهين , علني وسري , وهما متناقضان لا يتوافقان مع حقيقة ما يدور في واقع الحياة المحكومة بإرادة الطامعين والمحتلين.
فهل من قدرة على رؤية الوطن بعيون الغيرة والعزة والكرامة , وإلا فإنها حالة ستأكل وجودنا البعيد!!