هل يطال الإصلاح …… مؤسسة المرجعية
بالتأكيد هذا العنوان يتجاوز الخطوط الحمراء عند الكثير.
وبالتأكيد سيقول الكثير الكثير …. ليس هذا وقت هذا الكلام والمرجعية اليوم تأخذ صف الشعب ومطاليبه.
وبالتأكيد سيطلب الكثير السكوت لئلا نتهم في نوايانا أو نكون سببا في شق صفوف المتظاهرين.
لكن …. اليوم حين كنت أسمع الأخبار ويبهجني منظر العراقيين وقد كسروا قيود الصمت الكئيب. وخلعوا ثوب العبيد… آلمني…آآآآه… نعم آلمني… واعتصر قلبي … خبر مطالبة ممثل المرجعية بإصلاح القضاء!!! وتحميل ممثل المرجعية للحكام السابقين مسؤولية ما حلّ بالبلد!!!
نعم آلمني الخبر وجعلني أحشد ذاكرتي.. وأعيد شريط الأحداث سريعا…فاعتصر قلبي سؤال حتى غطّه وبلغ به الجهد.. سؤال مؤلم أدمى قلبي … آلآن… أين كانت المرجعية من قبل إذن عمن حكم العراق؟؟؟ لماذا لم تنتقد المرجعية الحاكم بعد نكبة حزيران والموصل؟؟ أين كانت المرجعية من القضاء كلّ هذه السنين؟؟؟ أين كانت المرجعية من الفاسدين؟؟؟
* ألم تكن تعلم وترى وتسمع ما يفعله الحكام السابقون؟؟
* ألم تكن تعلم وترى وتسمع ما يفعله القضاء؟؟
* ألم تكن تعلم وترى وتسمع ما يفعله الفاسدون؟؟؟
صدقوني إني أحيي وأحترم موقف مؤسسة المرجعية في وقوفها مع مطالب المتظاهرين ومطالب الشعب وأقدر ذلك من كل قلبي، ولا أقصد أبدا شق الصف أو الاصطياد بالماء العكر. أبدا أبدا.
لكن يحق لي أن أتساءل في خضم هذه الأحداث المتلاطمة التي تموج ببلدي وبأهلي.. ماذا لو تحدثت المرجعية مع الحاكم السابق – الذي لم تسمه في بيانها – ونصحته وهي مسموعة الكلام، وجنبتنا هذه الويلات والدماء والدمار وملايين المهجرين؟؟
ماذا لو استجابت لنداءات المتظاهرين السلميين في المحافظات السنية – وقد ناشدوها بموقف- ماذا لو استجابت لهم وأمرت الحاكم بالاستجابة لمطالبهم وجنبتنا أن يقعوا لقمة زائغة بيد مجرمي داعش؟؟
ماذا لو وقفت موقفا حازما من حال القضاء الذي بلغت أخباره وأخبار فساده المريخ؟؟؟
ماذا لو وقفت بوجه الفاسدين بدل الانتظار طوال هذه السنين قبل أن يسرقوا ويهربوا لوفرت لنا تلك المبالغ ؟؟
على الأقل حين وقعت النكبة وحلّ ما حلّ.. ألم يكن بإمكانها مع إعلان الجهاد الكفائي ضد مجرمي داعش.. أن تقرن ذلك بالجهاد الكفائي ضد الفاسدين السارقين الذين كانوا سببا في النكبة… وتعلن الجهاد الكفائي لإصلاح الجهاز القضائي؟؟؟
لماذا لم تطالب الشعب والجماهير الذين يسمعون لها بالتظاهر ضد الفاسدين من قبل؟؟؟
لماذا على الجماهير أن تسبق مرجعيتها في المطالبة ثم تؤيد المرجعية بعد ذلك..
حتى المطالب.. لايطالب ممثل المرجعية بشيء إلا بعد مطالبة الجماهير به
ففي الجمعة الأولى طالبت الجماهير بالخدمات وإقصاء المفسدين… فخرج ممثل المرجعية يطالب بذلك.
وبعد ذلك تعالى صوت الجماهير لإصلاح الجهاز القضائي.. فخرج ممثل المرجعية هذه الجمعة يطالب بذلك.
هذه التساؤلات وذلك الألم الأليم الذي اعتصر قلبي …. أعاد ذاكرتي سنين وسنين… حين كان الحديث عن المرجعية الناطقة والمرجعية الصامتة.
وتذكرت كتاب الدكتور عادل رؤوف (مرجعية الميدان)
إذا كان قد آن لنا أن نكسر حواجز الصمت، وقيود الخوف، فلماذا نبقي على بعضها؟؟؟
وإنما نحن نطالب بإصلاحات .. فليكن الإصلاح في كلّ شيء أصابه خلل.. وأضرّ بهذا الشعب المسكين