23 ديسمبر، 2024 2:43 م

فوضى يوميات رجل مع عطر CHANEL

فوضى يوميات رجل مع عطر CHANEL

اهدتني علبة صغيرة مغلفة بورق بنفسجي مزركشة بعدة كلمات …..
الى حبيبي ….. بحثت كثيرا فلم ارى اجمل واحلى وانعم من عطر الشانيل كي اهديه لك لأنني اعرف انك تعشقه …..
عرفت ان بداخل هذه العلبة قنينة عطر فقلت لها شكرا لكن كنت تستطيعين اهدائي عطرا اخر فأنا لا احب ان تهديني المرأة عطر الشانيل افضل ان اشتريه بنفسي …..
قالت لي
ولما كل هذا التوتر والانفعال انا اعرف سر عشقك للشانيل
قلت لها
لأنني كلما فتحت القنينة وتلتقط انفاسي رائحتها سأتذكرك وانا لا اريد ان اتذكر قصصي وحكاياي معك اريد ان انسى انني احبك اريد ان انسى كل شيء يربطني بك انت المي وجعي …..
قالت لي
لهذا اخترت الشانيل لك كي اجرحك فأنت لطالما جرحتني بكلماتك بكتاباتك بقصائدك بقصصك مع هذه وتلك وخنتني مع عشيقاتك …..
قلت لها
عطر الشانيل هو فقط من يهزم رجولتي وانت هزمتيني لا اعرف هل ياترى سأتذكر حبك
قالت لي
ستتذكر انني حبيبتك الاولى والاخيرة فلقد فشلت كل محاولاتي لاستعادتك لم يبقى امامي سوى عطر الشانيل كي اهديه لك لعله يذكرك بما مضى ويعيد ذكرياتنا معا من جديد الى سطور حوارنا 
قلت لها
من النادر ان تكتشف انثى كنت على علاقة بها سر عشقي لعطر الشانيل لكن انت طعنت هوس رجولتي وجرحت مكان الجرح بعمق ….. بعمق ….. بعمق
هنا ينتهي الحوار كأنه لوحة تشكيلية مصنوعة من الجليد …
 
 
2
 
هو رجل يعشق العطور الفاخرة فخزانته مليئة بأرقى واحلى انواعها يشتريها لأنه يؤمن انها مصنوعة من الجمال والنعومة لا ينظر ابدا الى ثمنها فهو يعتبر المال خادما له لا مهمة له سوى اطاعة اوامر سيده …..
قبل عدة ايام ذهب كي يشتري قنينة عطر له فدخل محلا فاخرا لبيع العطور كانت تقف هنالك بائعة العطر نظر اليها جيدا كانت جميلة ناعمة فاتنة لم تتجاوز العشرين ربيعا كانت جالسة وما ان شاهدته يدخل قامت وتوجهت له وقدمت التحية له رد التحية كعادته بطريقته الناعمة وتصرف معها كسيدة راقية كعادته عندما يقابل انثى فقال لها ما جديدكم من العطور فقالت له بضع اسماء يسمعها لأول مرة واعطته ( test ) لكل واحد منهم لكن اسماءها لم تعجبه ورائحتها لم ترضي طموحاته كرجل ارستقراطي يدعي انتسابه الى ثورة المظلومين والجائعين في ارجاء العالم في كتاباته ونصوصه …..
لا اعرف هل الماركسيين اغنياء ام فقراء فهو يدعي الماركسية ويرتدي افخر الملابس والساعات والنظارات الشمسية …..
يضحك في احشاءه ويعلو صوت ضحكاته فوضى يومياته …..
كعادته التي لا يستغني عنها ابدا قال لبائعة العطر اريد عطر الشانيل فقالت له لدينا مجموعة كبيرة منها …..
توجه معها حيث الادراج الزجاجية التي فيها كل انواع عطور الشانيل ووقف امامها واختار منها ( CHANEL ALLURE SPORT ) وقال لها اريد عطرا اخر اسمه (GIVENCHY BLUE ) فقالت له وصلتنا قبل عدة ايام مجموعته الكاملة …..
اشترى هذا الرجل العطرين واعطته بائعة العطر الفاتورة كان ثمنهما يتجاوز 270  دولارا   فأعطاها 300 دولارا وقال لها احتفظي بالباقي لك …..
قالت له هذا كثير يا استاذ
قال لها من تبيع اغلى العطور وافخرها قيمتها بالنسبة لي كقيمة العطرالفاخر 
نظرت اليه بائعة العطر وابتسمت
كانت ابتسامتها اجمل من العطر كانت عيناها احلى من العطر كانت فتاة فاتنة يملأها الحزن بسبب الفقر لكن شعر الرجل بأن كلماته لها كانت بالنسبة لها جرعة من الامل كي تواصل طريقها وكفاحها في الحياة …..
 
 
3
 
لطالما احببت العطور الفاخرة  ولطالما شعرت ان رجولتي لا تكتمل بدونها مثلها مثل الساعات وولاعات السجائر والنظارات الشمسية والكثير من الاشياء لكن تبقى للعطور مكانة خاصة في داخلي لأنني اشعر انها صنعت من اجل يحظى الانسان بالسعادة والهدوء والعشق …..
لهذا اتقاسم مع العطور كل حالات التوتر والقلق والانفعال فتنتابني حالة من الهوس في فوضى يومياتي اشعر حينها بجمال كل شيء ونعومة كل شيء عندما تلتقط انفاسي رائحة العطر …..
اما عطر الشانيل فهذا ما لا استطيع وصفه ولا استطيع الكشف عنها فبيني وبين الشانيل الكثير من الحب والعشق والهوى بيني وبينه انوثة ضائعة ورجولة مستباحة بيني وبين الشانيل قصص وحكايا فهذه تنتظرني كل صباح على شاطىء البحر وتلك تبحث عني في القصائد التي كتبتها لها وتتصفح كل نصوصي وكتاباتي التي انشرها في الصحف والمواقع الالكترونية لكن بصمت دون ان تكتب لي في زاوية التعليقات رأيها او تدون اعجابها …..
وتفضل ان تتصل بي عبر الفايبر وتقول لي قصيدتك هذه المنشورة هنا رائعة ومقالك المنشور هناك مليء بالمشاعر بالاحاسيس  بعبق الشانيل …..
اقول لها
معنى هذا انك تعرفين سر عشقي للشانيل
تقول لي
كيف لا اعرف الم تكن رائحة الشانيل تفوح من جسدك عندما التقينا …..
هل تنسى انثى بيروتية رائحة جسد حبيبها
 
 
 
4
 
التقيت بعطر الشانيل صدفة في احدى محال اسطنبول الفاخرة في اولى زياراتي لهذه المدينة الساحرة بجمالها الناعمة بأمواجها برياحها بضجيجها بفوضى يومياتها …..
فمنذ مرحلة المراهقة كنت اعشق العطور الفاخرة فهذه احدى العادات التي ورثتها من ابي العظيم لكنني لم اكن اعرف هل يوجد هنالك عطر اسمه شانيل فلقد تعودت ان استعمل عطور ابي التي كان يحضرها من الدول التي يسافر اليها مثل لاكوست وجوب وهوكو لكن في احدى محال اسطنبول الشهيرة قلت لبائعة العطر اريد عطرا مميزا لم استعمله قبل الان وقلت لها اسماء العطور التي استعملتها فقالت لي انا سأختار لك عطرا مميزا واعطتني الشانيل وما ان وضعت بعضا منه على كفي حتى شعرت ان رجولتي انهارت وكاد ان يغمى علي من شدة نعومة رائحتها فأشتريته وما زالت قنينته باقية عندي احتفظ بها فمن احدى هواياتي ان احتفظ بقناني العطر الفاخرة التي استعملها بعدما ان تنضب من العطر بل اتعامل مع اشكالها الهندسية الفائقة الجمال كتحف فنية …..
هكذا ولدت حكايتي مع الشانيل وهكذا بدأت فصولها ونسيت كل انواع العطور الاخرى واصبح الشانيل عشقي الاول والاخير بين كل عطوري …..
 
5
 
الكثير من الاحداث حصلت في فوضى يوميات هذا الرجل وكان الشانيل حاضرا وبقوة معه الى ان التقى بها انثى بيروتية رائعة الجمال فاتنة المظهر تعرفا الى بعضهما التقيا عدة مرات كررا مشاهد اللقاء مرة ومرتين وثلاث في مدن تركية مختلفة كان الشانيل احد الاشياء التي يفضلانها …..
يبقى ما بين اولى اللحظات عندما اشترى الشانيل لأول مرة في اسطنبول وما بين التقائه بهذه البيروتية الكثير من القصص والحكايا الاخرى وكل واحدة منها بطلتها انثى …..
لا يمكن كتابتها لا يمكن الكشف عن احداثها فقط تبقى الصور التي التقطها معهن شاهد على ذكرياته مع الشانيل …..
فقدر هذا الرجل ان تبقى هذه الصور محفوظة في احدى خزاناته المليئة بالعطور تبقى الواجهة الامامية لها وتبقى الاعماق للصور بعيدة ….. هاربة ….. لا تظهر الا عندما تغيب الشمس وفي عتمة الليل …..
يسكب كأسا من الويسكي ويشعل سيجارة ويضع بضع حبيبات الشانيل على كفه …..
 عنقه
ويتذكر لحظاته مع عشيقاته وينتظر موعده مع البيروتية الفاتنة ذات يوم على شواطىء البحر مرة اخرى …..