23 ديسمبر، 2024 6:58 ص

فوضى يومياتي في سطور فلسفية ….. الوعي والزنى الشعري وقراءة الوجوه

فوضى يومياتي في سطور فلسفية ….. الوعي والزنى الشعري وقراءة الوجوه

-1-
ابي العظيم كان دائما يعرفني بالشاعر والقاص والكاتب والفنان التشكيلي والموسيقي والمؤرخ والعاشق والرياضي والناقد والمستكشف والباحث والفيلسوف والعالم النفسي والمجنون بالعظمة ودونكيشوت العصر والقاب كثيرة …..
في هذا التعريف كان ابي العظيم يشجعني وبطريقته الخاصة و يحلل سلوكياتي في فوضى هذه الحياة ولكن انا رؤيتي كانت تختلف فأنا عندما اتقمص كل هذه الادوار فهي الحقيقة الوحيدة التي يمكنني ان اكشف الستار عنها كمبدع بعيدا عن خفايا واسرار العقل والذاكرة لذا تنتابني نوبة قلق هائجة عندما اتقمص شخصية ابداعية لفترة زمنية معينة لأنني اشعر ان هنالك شخصية اخرى بحاجة لي لكي اتقمصها والهدف يكون دائما الابداع بكل صوره واشكاله …..
فأنا لا اصلح ان اكون شاعر فحسب بل لا اصلح ان اعيش فوضى هذه الحياة بشخصية ابداعية واحدة منفردة لأنني احب التميز في كل شيء …..
فمثلما اكتب قصيدة يجب ان ارسم ويجب ان اعزف ويجب ان ارقص على الحان موسيقى ويجب ان ابعثر الفوضى هنا وهناك لكي اصنع منها اشياء وتحف فنية هكذا انا اتعامل مع صور واشكال الابداع لكي اعطي معنى للحياة على الاقل هذه الرؤية تعبر عن ايماني بشخصيتي كمبدع متعدد الصفات والخصال …..
لذا انا ضد من يقول ان تعدد الشخصيات الابداعية في مبدع واحد سيصنع الفوضى وبالتالي سيخلق فجوة ما بين صور واشكال الابداع تؤدي في نهاية المطاف الى اندثار روح الابداع …..
لأن الابداع بطبيعته قائم على الفوضى لذا هنا يأتي دور المبدع في تقمص شخصيات ابداعية لا تحصى ولا تعد لكي يلملم هذه الفوضى ويصنع منها فجوات تلد خفايا واسرار كل الطاقات والمواهب في عقل وذاكرة وروح المبدع …..

2

يحق للشاعر ان يحب ويعشق الف امرأة واذا لزم الامر فمن حق الشاعر ان يتعدى حدود الالف امرأة لكي يدون الشعر ويرصد ملامح القصيدة من النخاع الى النخاع …..
فالشاعر هو رجل لذا فهو الملك في سطور الحضارة البشرية بينما الشاعرة لا يحق لها ان تعشق رجلين في وقت واحد لذا يجب ان تختار بينهما لكي تكتب قصيدة غزل ووصف ومدح هكذا ستحتفظ الشاعرة بهذه الصفة الابداعية ولكن اذا ما تخطت الشاعرة في وصف اكثر من رجل حينها لن تكون شاعرة بل ستكون عاهرة ويمكن حينها مقاضاتها امام محكمة الشعر بتهمة الزنى الشعري فلقب الشاعرة على الانثى المبدعة هو بمثابة الوعي في ثقافتها يجب ان تدافع عن هذا الوعي من خلال عدم تخطي اسس وقوانين مدرسة الشعر …..
بينما الشاعر هو روح الوعي وهو يعبر من خلاله عن رجولته في حب وعشق الف امرأة واكثر وهذا حق مشروع وجائز فامبراطور الشعر العربي نزار قباني كتب كل قصيدة من قصائده لأنثى تختلف عن الاخرى وهذا يظهر بوضوح في سطور قصائده حيث يصف كل شيء في جسد هذه وتلك بينما امبراطورة الشعر العربي سعاد الصباح كتبت قصائد عن الرجل ولكن بأسلوب غامض مثير مجهول لا يمكن المقارنة بين قصائدها فهي تمدح وتصف وتمجد الرجل بصورته المنفردة بعيدا عن التشبيه والتلميح …..

3

احاول قراءة الوجوه التي التقي بها او اشاهدها في فوضى يومياتي لكي اعرف خفايا واسرار الانسان واحلل سلوكهم في التعامل مع الاخر بأي صفة حية او جامدة …..
المثير انني ارى كل شيء في وجوههم بأستثناء الوعي والفلسفة والفكر مجتمعين لذا عرفت في نهاية المطاف لماذا يقف المجتمع الشرقي حائرا امام الاعصار الاوروبي الغربي في كل مجالات الحياة …..
فالأوروبيون لا يعيشون لحظات فوضى الحياة بدون وعي بينما الشرقي يأكل ويشرب بدون وعي فكيف بأمم تعيش في الشرق لا تملك الوعي …..
هذه هي المهزلة الكبرى التي لا يفهمها الا القلائل ممن يعيشون في الشرق وانا احدهم …..

4

انا متوتر وقلق دائما وتنتابني نوبات وانفعالات في الكثير من الاوقات في فوضى يومياتي لذا قررت ان ادرس حالتي لعلي اكتشف اين يكمن الخلل فوجدت في نهاية بحثي انني مثقف لذا لا يوجد لهذا المرض الذي يسمى بالثقافة اي دواء في المجتمع الشرقي المتعفن …..
ما يهم في هذا التحليل ما هو علاقتي كمثقف بحالة التوتر والقلق التي تنتابني فالجواب يكمن في التركيبة الاجتماعية التي تعيشها امم الشرق التي تراكمت اخطاءها الواحدة تلو الاخرى الى ان صنعت كرة مصنوعة من الرخام والرماد بحجم الكرة الارضية تكفي لكي تصنع اعشاش من الجهل والتخلف للاجيال القادمة …..