23 ديسمبر، 2024 10:43 ص

المتابع للعملية الانتخابية في العراق منذ اول ممارسة ديمقراطية انتخابية بعد سقوط النظام و الاحتلال الامريكي للعراق يلاحظ المستوى المتدني للاقبال الجماهيري للمشاركة للادلاء بأصواتهم بعد ان اتضح لهم حجم اللعبة المزيفة وخصوصا بعد تقاسم المناصب والوزارات على اساس طائفي وقومي بعيدا عن الكفاءة والمهنية .
ان الاقبال الجماهيري على ممارسة حقه الدستوري في التصويت بدأ بالتقلص حتى كادت المشاركة الاخيرة بالانتخابات لا تتعدى النسبة المتوقعة بعد ان كان نسبة المشاركين في السابق كبيرة جدا رغم المخاطر الامنية (سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وانتحاريين ) نتيجة الاوضاع الامنية الصعبة لكنها كانت ترغب على الادلاء بصوتها من اجل العراق والنهوض به من خلال مشاركتهم بالتصويت رغم كل تلك المصاعب والتفجيرات .
ان ما رافق العملية الانتخابية التي جرت مؤخراً في العراق من ضجة اعلامية بسبب شكوك البعض من احزاب وكتل سياسية ومرشحين حول تزوير نتائج الانتخابات والتلاعب بها وكذلك الخروقات التي رصدتها منظمات المجتمع المدني رغم استخدام المفوضية اجهزة متطورة في التصويت تستخدم لاول مرة في العراق منذ عام 2003 يدل على فقدان الثقة بين المواطن ومفوضية الانتخابات وهذا احد اسباب الاقبال المتواضع على التصويت .
التنافس حق مشروع بين المرشحين مهما اختلفت التسميات والشهادات فالجميع لهم نفس حقوق الدعاية الانتخابية ولكن يجب عدم استخدام وسائل غير مشروعة وطرق ملتوية من اجل الفوز بشراء الذمم والاصوات , من يفوز بالتزوير كيف يخدم الوطن وكيف يبرر ذلك للتاريخ وللاجيال ومن يتحمل نتائج تبعات تلك الممارسات الخاطئة التي تؤدي الى انهيار الديمقراطية في العراق .
بكل تأكيد ان تزوير الانتخابات لا يقتصر على العراق وحده وانما في اغلب الدول وحتى المتقدمة منها ولكن بنسب متفاوتة وبطرق مختلفة ولعل الاجهزة الالكترونية التي استخدمت رغم سرعة عملية العد والفرز الا انها سهلة الاختراق على الرغم من العد والفرز اليدوي لايخلى من التزوير والتلاعب ايضا واستغراقه لفترة زمنية طويلة , وهذا ما كان يجب الانتباه اليه قبل الانتخابات واختبار كفاءة تلك الاجهزة من عدمها وليس بعد اعلان النتائج التي كان من المقرر ان تعلن بعد فترة زمنية لا تتعدى ثلاث ساعات كما حصل في انتخابات الاخيرة مما سبب ارباك واضح على مسار العملية السياسية .
ان عملية العد والفرز اليدوي تحتاج فترة ليست بالقصيرة من اجل اكمال جميع الصناديق حتى تظهر النتائج التي قد تغير الكثير من النتائج المعلنة من المفوضية وبالتالي هذه النتائج قد لاترضي جميع الاطراف السياسية والطعن بمصداقيتها , وهذا يولد ارباك كبير وخصوصا اذا ما ظهرت النتائج على عكس ماكان متوقع وبالتالي تتغير كافة التحالفات حسب ماتفرزه عملية العد والفرز اليدوي .
ان ما حصل خلال الفترة الانتخابية يجب الوقوف على معرفة اسبابه واتخاذ كافة الوسائل اللازمة لمنع هكذا خروقات ومحاسبة المقصرين وان لا تترك الامور كما هي وان لاتمر مرور الكرام وهذا ما يجعل الفجوة تتسع وتنعدم الثقة بمفوضية الانتخابات واستقلاليتها وبالتالي تكون نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة هزيلة جدا .