18 ديسمبر، 2024 8:53 م

فوز الاسود على التنين عبرة لكل السياسيين

فوز الاسود على التنين عبرة لكل السياسيين

مرة اخرى ينهض طائر العنقاء العراقي من رماده  ليحلق عاليا فوق السحاب  وينقض على التنين الصيني وينتفض اسد بابل يعاونه الثور المجنح ليحطما سور الصين لتعزف القيثارة اناشيد النصر بصوت زرياب المغني لترقص عشتار رقصة الحب والنصر  لقد حقق المنتخب العراقي انجازا كرويا رائعا بفوزه على الصين وبهذا الفوز تأهل العراق الى نهائيات اسيا في استراليا لعام 2015  , رائع هو الفوز وجميل هو التأهل لكن الاروع هو حديث الشارع وتوحد القلوب والهتافات الي ضجت بها الملاعب والساحات  والازقه والحارات المقاهي والطرقات والكل تهتف عراق اسمك عالي……. لقد تمكن اسود الرافدين فعل ما عجز عنه الساسة  ووحدوا الشارع قلبا وحراكا نبضا وهتافا صوتا وإيقاع فهل يستلهم الساسة الدرس ويستثمرون التعاطف الجماهيري وروح التلاحم الوحدوي بين كافة مكوناته  وخرج ابناء الانبار والناصرية وأربيل والديوانية و ديالى وبغداد وكركوك بصوت واحد عالي  اسمك يا عراق . مرة اخرى  تفعلها الرياضه وتغلب السياسة  ويحققها الرياضيون ولعل يتعلمها السياسيون بان الانجاز يحقق التلاحم  وكم تمنينا لو ان السياسي حريص كالرياضي  وهو يسعى لرفع اسم العراق لترتفع الرايات خفاقة وتصدح الحناجر الله اكبر يا عراق  . هكذا هو العراقي عندما ينتخي لأرضه ولشعبه ليظهر معدنه الحقيقي حين يكون على المحك اما ان يكون او لا يكون و يأبى الا ان يكون كما دون التاريخ اسمه وكما تحدثت عنه الامم  صانع الحضارات ومحقق الامنيات مخترع الحرف ومدون التاريخ صاحب المسلات والجنائن  يستحق من الساسة اللذين يتعاملون باسمه ان يكونوا بمستوى يليق بعلم يحمل لفظ جلاله  وببلد له امجادة  وتاريخه فهل يستوعب الساسة درس الرياضه  وهكذا هو الفريق المثالي الناجح عندما تكون الواجبات محدده والأهداف واضحة ومرسومه وتوفر القياده الجماعية التخطيطية ففي النظم البرلمانيه الحكومات تشبه اعضاء الفريق الرياضي كل يؤدي واجبه في الدفاع او في الوسط في حراسة المرمى او في الهجوم وعلى الجميع استلهام توجيهات المرب التي هي بمثابة خطة عمل وتشريع قابل للتنفيذ في ساحة الملعب هذه رؤيتنا المبسطه والبسيطة لكن الذي حدث في اليوم التالي من فوز المنتخب جاء بعكس ما قدمه لاعبونا حيث تبادل التهم بين  السلطات  ومحاولة النأي بالنفس عن ما يحث في العراق بين الجهات التنفيذيه والتشريعية وتأخر الموازنة الماليه وسوء الاوضاع الامنية وإخفاق البرلمان. في مناقشة اوضاع الانبار وامتناع الجهات الامنية عن حضور الجلسات البرلمانية وما رافقه من شد اعلامي بين ممثلي الكيانات السياسيه قد يفقدنا شيء من حلاوة الفوز  لكن سنبقى نهتف عالي اسمك يا عراق . مبروك الفوز وعاش العراق وأهله وتاريخه  ….. ولعنة الله والناس اجمعين على كل من يحاول النيل منك يا عراق