يبدو إن النتائج للتصويت كشفت الكثير من الحقائق , ولم ترضي الكثير من الأوساط السياسية التي كانت هي السبب لعزوف الناخين , نتيجة طبيعية لخيبة أمل المواطن بالواقع السياسي عامة والخدمي خاصة , ساسة لم يترددوا من البحث عن مشاريع المنافع وإستغفال المواطن بأستخدام شتى وسائل التحايل والمخادعة , ردود فعل الشارع تدل على يأس وإحباط شديد لم يأتي من فراغ , طيلة تلك الفترة لم تسعى أغلب القوى لترسيخ مفاهيم الديمقراطية والتبادل السلمي ودور المواطن في صنع القرار , ولم يختلف اثنان على مشاكل اصحبت من المعضلات وهي حقوق طبيعية كحق العمل والسكن والأمن وتراجع الأقتصاد , هذه الأزمات خلف الكثير من المشاكل الأجتماعية وهدر المال العام دون مواقعه , نتيجة خلافات عطلت عمل الحكومة المركزية والحكومات المحلية . ومع انطلاق الحملات الأنتخابية لمجالس المحافظات كان المواطن ينتظر التغيير والبرامج , وما إن خرجت اسماء المرشحين عمدت القوى لترويج بصورة سلبية وإختباء الكثير خلف صور الرموز وسيطرة أسماء على القائمة بالأعلان والجولات الأنتخابية بأستخدام مركزها الحكومي والمال العام , والخطابات البعيدة عن ماهية تلك الأنتخابات , تلك الأساليب جعلت من الشارع يعيش التناقض ودوامة البحث بين كم المرشحين والأبتعاد عن المشاركة من ذلك التثقيف السلبي الساعي لجعل التصويت بعشوائية والمهم وصول أكبر عدد من المرشحين دون برامج , وما هدف تلك الخطابات ولماذا التنافس بهذه الأساليب المستهلكة .
ائتلاف المواطن إختلف تماماً عن كل القوى من حيث أختيار الألوان والشعار الدال على انتخابات المحافظات والأبتعاد عن الخطابات التحريضية وطرح برامج واضحة تلمسها جماهير المحافظات وإيجاد العلاجات للتراكمات السابقة , ولم يستخدم صور للرموز وإنما طرح شخصيات تملك رصيدأ متقدماً في المجتمع توزعت مناطقياً لتنهض وتعبر عن أرادة المناطق مجتمعة ,الملاحظ في يوم الاقتراع عزوف واضح كرد فعل لتكرار أشخاص في هرم السلطة إنْ لم يتهموا بالفساد فقد اثبتوا الفشل , وقلة في التثقيف المقصود , وهذا ما جعل الكثير من الناخبين يستدلون على المرشح بالسؤال وربما في باب المركز الانتخابي , وقيام البعض للترويج خارج المراكز , أغلب الناخبين أما لم يشارك او شطب ورقة الأقتراع او صوت بصورة عشوائية وبأسم رموز لم تشارك وهذه كانت غاية تلك القوائم , توجيه الناخبين بهذه الطريقة تجهيل مقصود والعودة بالوعي الأنتخابي للوراء , ولكن قائمة ائتلاف المواطن أختلف المصوتين لها بالأختيار للقائمة والأصرار على التسلسل , وما يعني إنهم صوتوا بوعي ومعرفة لقدرات مرشحيهم والأيمان بالبرامج الانتخابية التي كانت لكل محافظة حسب خصوصيتها , وأستيعاب للخطاب وخلق نوع من التنافس داخل القائمة للخروج بأفضل النتائج ودليل استيعاب ناخبيهم لأهمية المفاضلة , رغم كل هذه العزوف حصل ائتلاف المواطن تقدماً كبيراً دون الأستعانة بالوسائل الحكومية والأساليب التي توجه الناخب , وبذلك نستطيع أن نقول إنه فاز لعدة اسباب , منها إنه استطاع ان يخلق نوع من التنافس على أساس الكفاءة وقدرة المرشح وينضج الوعي الانتخابي للتفاضل بين المرشحين وإختيار الأقدر على العمل وتحقيق الطموحات وإنضاج الوعي للأهتمام بالبرامج وزرع الثقة بين المرشح والناخب والتخلص من القيود التي تسيطر على أرادة الناخب وجعله يسير بأرادة المصالح السياسية ,بذلك يكون الفوز من ديمومة المفاهيم الديمقراطية وترسيخها للمجتمع لرسم مستقبله , والفوز هنا لا يعني عدد المقاعد إنما بتحقيق أهداف الانتخابات ..