هناك تعريفات عديدة لمفهوم الدولة نختار منها تعريف الفقيه الفرنسي كاري دي مالبيرج carre de mailbag الذي عرف الدولة بأنها ” مجموعة من الأفراد تستقر على إقليم معين تحت تنظيم خاص ، يعطي جماعة معينة فيه سلطة عليها تتمتع بالأمر والإكراه”
نستنتج من هذا التعريف أن هناك جماعة خاصة تدير شؤون البلاد وساكنيها، مثل موظفي الحكومة وموظفي الدوائر الخدمية وأفراد الجيش والشرطة، وهذه الجماعة غير منتجة، وهي في ذات الوقت مستهلكة تحتاج لمن يصرف عليها وعلى عملها، إذن فهي تحتاج إلى رواتب، فمن أين ستحصل على هذه الرواتب؟
في الدول الغربية، ولا سيما ألمانيا، تعتمد الدولة في نظامها الإقتصادي على النظام الضرائبي إعتماداً كلياً، وتقوم بدفع مصاريف موظفيها من جباية الضرائب، فبفضل هذا النظام الضرائبي الناجح، إستطاعت المانيا أن تكون في مصاف الدول الإقتصادية الكبيرة، وإستطاعت أيضاً من توفير كافة الخدمات لمواطنيها، بالرغم من عدد سكانها الهائل مقارنة بمساحتها.
نحن في العراق أيضا لدينا نظام ضريبي، لكنه وبحق، نظام فاسد، فاشل، مرتشي، وضعيف، مما لا يُمكَّنهُ عمل شئ، بالمقابل هناك إحصائية تقول أن أكثر من 25% من العراقيين، يعيشون تحت خط الفقر! ولذلك فأننا نتجاسر اليوم ونتكلم في هذا الموضوع وقد نُرجم على طرحنا هذا!
العراق بلد غني لديه ثروات مثل النفط والغاز والمعادن الأخرى، ولذلك فأن ما نرجوه إيجاد قانون ضريبي وفق هذه المعطيات، وهو ما قام بطرحه السيد عادل عبد المهدي وزير النفط الحالي، بأن يكون نفط الشعب للشعب حقيقةً وليس شعاراً، حيث سيكون تنفيذ هذا المشروع حلاً لكثير من المشاكل، فسيتم معرفة عدد العراقيين بشكل دقيق، وذلك بفتح حساب مصرفي لكل مواطن، ويتم معرفة المال الذي يحصل عليه المواطن، ويتضاعف عمل المصارف، وينتهي خط الفقر، وتنتهي البطالة، وينتهي التزاحم على ابواب دوائر الدولة لغرض التعيين، وينتهي مرض فوبيا دفع الضرائب.
لكي لا يؤول الكلام، يجب مراعاة الفقراء في دفع الضرائب، فبعد تلبية إحتياجات المواطن الحياتية الضرورية، نقوم بفرض الضريبة على الحاجات الأخرى، أي الفائض، مثلاً نعطي 60 لتر من الوقود بسعر مدعوم، فإن أراد أحد الحصول أكثر من هذا، أخذ بسعر تجاري، والذي قد يكون ضعف المبلغ، وبهذا نضمن حق الفقراء.
إن ما يتداولهُ بعض الساسة من فرض ضريبة السلع والخدمات، لهو غباء محض، حيث أن هذه الضريبة ستقع على كاهل الفقراء، فإن التاجر سيضيف مبلغ الضريبة على سعر السلع، ولقد ذقنا ما فيه الكفاية سابقاً فلا تعيدوا علينا الكرة مرةً أُخرى.
بقي شئ…
الشعب ليس لديها فوبيا دفع الضرائب، فهو فقير، لكن الساسة هم أصحاب الفوبيا لأنهم أغنياء.