كان يحلم بمغادرة البلاد والاستقرار في اوروبا حيث لاقطع مبرمج للكهرباء الوطنية ولاازدحامات سير تتسبب فيها قواطع الكونكريت ونقاط المفارز المتعددة وحيث لاوجود للحر (السامط) ولاالوجوه العراقية المتعبة ..في اوروبا ، وجد الاسترخاء والهدوء والوجوه ( المرتاحة ) لكنه ظل يعاني من نظرة شك يراها واضحة في عيون بعض ابناء جاليته والجاليات العربية الاخرى والاوربيين خصوصا ، فتمسكه بديانته واحتفاظه بذقنه كلها امور تجعله مشبوها ومدانا بالتطرف الاسلامي حتى ثبوت برائته ، وهكذا اصبحت اوروبا بالنسبة له مصدر قلق وخوف بدلا من ان تمنحه الامان الذي ينشده ..
قبل ايام ، طالب رئيس بلدية فينليس الفرنسية روبرت تشاردون بحظر الاسلام في فرنسا وضرورة مغادرة المسلمين الراغبين في مواصلة اعتناق الاسلام مؤكدا على ان الانتخابات المقبلة في فرنسا سيفوز فيها حزب ( الاتحاد من اجل حركة شعبية ) الذي ينتمي اليه وسيقضي بحظر الاسلام في عام 2017 لأنه الحل الوحيد لمشاكل فرنسا حسب رأيه …في الوقت الذي اعترض فيه نيكولاس ساركوزي زعيم الحزب على هذا التصريح مؤكدا على وجوب احترام الاديان – ربما لانه يريد ان يضمن الفوز بالانتخابات اولا ثم يستمع الى آراء ابناء حزبه …
لقد اثبتت الوقائع والاحداث المتسارعة التي نعيشها يوميا ان ابناء الشرق الاوسط اكثر استيعابا لمايحدث من ابناء الغرب ذلك لأنهم ابناء الحدث والمكتوين بناره بينما يظل ابناء الغرب يعيشون دور المصدومين كلما سمعوا بوقوع حادث ارهابي ، فيستمعوا لما يقوله اعلامهم فقط وتتجه مشاعرهم فورا صوب التخلص من بؤر الارهاب في بلادهم الآمنة ، وهكذا يعيش الغربيون باستمرار فوبيا التطرف وتعيش الجاليات المسلمة في الغرب مخاوفا مستمرة من القتل والتهجير بل وحتى المقاطعة والاهمال …
في هذا الاسبوع ، تزامن شن ثلاث هجمات ارهابية على الكويت والسعودية ثم مدينة سوسه في تونس التي راح ضحيتها سائحون غربيون الى جانب العرب ، وهو مارفع مؤشر الفزع لدى الغرب وغير مسار الخطاب الاعلامي الغربي فابتعد حتما عن الدعوة للتسامح وحوار الاديان التي انتشرت مؤخرا وهلل لها العديد من المثقفين …
بهذه الطريقة ، تواصل (داعش ) بث الرعب في مختلف الدول لغرض خلق الفتن الطائفية او تقويض مشاريع ديمقراطية او ايصال رسالة ما ، وبهذه الطريقة ايضا يظل مفهوم التطرف يثير ردود فعل قوية لدى الغرب في الوقت الذي ينهار فيه يوميا كل مافعله المفكرون والمثقفون العرب والغربيون لسنوات طويلة في الخارج وتنتفي ثقافة التسامح وحوار الاديان لتحل محلها فوبيا تطرف لانهاية له ولاحل ….