19 ديسمبر، 2024 2:08 ص

“البَشِعَةُ” هي وسيلة تستخدمها عناصر داعش في كشف الكذب لدى الاسرى الذين يقعون في ايديهم اثناء استجوابهم ، وسميت بـ(البشعة) لبشاعتها وقسوتها وبدائيتها .. وهي صفة عامة لجميع افعال داعش ، بل هي من فواحش داعش ، حيث يتم احماء قضيب من الحديد حتى الاحمرار وتقريبه من لسان الضحية لكيه في حالة عدم النطق بما يروق لعناصر التنظيم الارهابي البغيض. وهذه احدى وسائل الترهيب الكثيرة التي يستخدمها التنظيم لإرهاب الناس وجعلهم يتجنبون مخالفة أوامره وتعليماته في المناطق التي يسيطر عليها.
حقيقة الامر ان جميع افعال داعش “بشعة” وليست هذه الآلة حسب التي يستجوب بها ضحاياه . فاغتصاب النساء بات جريمة يومية يمارسها عناصر التنظيم لإشباع غرائزهم ونزواتهم المريضة . فقد افادت مصادر خاصة من جامعة الموصل بان عددا كبيرا من الطالبات في المراحل الدراسية المختلفة في الجامعة تعرضن لحالات اغتصاب أجبرن عليها من قبل الدواعش .. وتشير تلك المصادر الى ان (65) طالبة جامعية تعرضن للاغتصاب منذ بدء دوامهن العام الماضي تحت التهديد بالقتل او اعدام ابائهن او اخوانهن.
وتؤكد المعلومات المستحصلة من مصادر خاصة داخل الجامعة الى أن عمليات الاغتصاب تحدث داخل الحرم الجامعي احيانا ، وان عددا من الطالبات غادرن مقاعد الدارسة وجلسن بانتظار تحرير مدينة الموصل .. وعدد منهن اقدمن على الانتحار بعد هروبهن عقب اغتصابهن داخل منازل الاوغاد من اولئك الارهابيين والمفسدين.
تقول غيداء وهذا اسم مستعار لاحدى الطالبات اللواتي كن ضحية لممارسات داعش الاجرامية وهي في المرحلة الاخيرة بكلية الطب العام بجامعة الموصل ، انها تعرضت للاغتصاب مع صديقتها التي فضلت الانتحار وهي بعمر الزهور ، اذ كانت حينها طالبة في المرحلة الثانية . تضيف غيداء ان المسؤولين الامنيين الذين ينتمون لارهابيي داعش ، طلبوا حضورها مع زميلتها التي انتحرت داخل منزلها في حي البريد حرقا بسبب جريمة الدواعش ، دون ان يعلم اهلها سبب اقدامها على الانتحار .
حيث تم اغتصاب الفتاتين من قبل الارهابي العفري بعد ان احتجزهن لمدة 24 ساعة داخل منزل استولى عليه ، ويقع في منطقة الميثاق شرق الموصل وتشير الضحية الى ان احد الارهابيين السوريين كان يرافق العفري اثناء الاغتصاب وبعد ذلك تم رميهن داخل الحرم الجامعي في
الساعة السادسة فجراً . الجريمة تمت ، ويبدو ان حالات الاغتصاب في الاروقة الجامعية يمارسها افراد التنظيم بشكل مستمر وضحيتها طالبات موصليات .
الدواعش حسب معلومات خاصة قاموا بزج فتيات سوريات وليبيات وروسيات في الاروقة الدراسية للجامعة لغرض العمل الاستخباري ، وكشف من يسب التنظيم والابلاغ عن الاشخاص الذين يتعاونون مع القوات العراقية .. وان قسماً من اولئك النسوة المخبرات يقمن بترصد الجميلات من الطالبات الموصليات بهدف تقديمهن لعصابات داعش ، اي يساعدن على تنفيذ الجريمة .
تقول احدى التدريسيات الجامعيات بمدينة الموصل أن اعداد الطالبات اللواتي تعرضن للاغتصاب يفوق ال 65 ضحية ، وهن يخفين ابرز ما تعرضن اليه خوفا وخجلا ، وتؤكد التدريسية ان تلك الاعداد مسجلة وموثقة لديها بشكل سري ، وان جميع الطالبات الضحايا اقدمن على ابلاغها بحالات تعرضهن لهذه العمليات البشعة … وانها تمتلك وثائق بالأسماء تدين الارهابيين الذين اقدموا على انتهاك شرف الطالبات الموصليات .
وتروي (فرح) ، وهذا ايضا اسم مستعار قصتها بعد أن تعرضت للاغتصاب من قبل احد الارهابيين المصريين في الموصل حيث قام باختطافها ومحاصرتها داخل اروقة احدى الحدائق في الجامعة خلف كلية الادارة والاقتصاد ، ووضع على فمها لاصقاً وربط يديها واقدم على اغتصابها بعد نهاية الدوام .. تقول الضحية انها لجأت الى الدواعش المسؤولين داخل الحرم الجامعي وابلغتهم بما فعله ذلك المسخ ، الا ان اولئك الانجاس قاموا بتهديدها بجلدها في حالة تكرار شكواها واتهموها بانها تسيء الى سمعة الارهابي الذي وصفوه بانه على خلق.
هذا فيض من غيض ، وما خفي كان اعظم ، ويبدو ان عصابات داعش لا تقف عند حدود معينة من الاجرام ، فبعد ان قامت بقتل اساتذة الجامعات وعلماء الدين والاطباء والمهندسين والصحفيين ، وتهديم الاضرحة والمعالم الدينية والثقافية والاثرية في الموصل اقدمت هذه المرة على اجراء عميلات اغتصاب جماعي .. ولا ينسى العراقيون ما قامت به تلك العصابات بحق الضحايا من النساء الايزيديات اللواتي تم اختطافهن واسرهن والاعتداء عليهن ثم بيعهن في سوق النخاسة ..
فياله من زمن رديء يصمت فيه الرجال عن فواحش ترتكب بحق النساء.

أحدث المقالات

أحدث المقالات