20 ديسمبر، 2024 11:50 ص

ان ابشع الجرائم التي ترتكبها داعش تلك الموجهة ضد الاطفال .. فقد قام التنظيم الاجرامي بارتكاب جريمة نكراء وبشعة في محيط قضاء الشرقاط من خلال تفجير عبوة لاصقة اعطيت لطفل يبلغ من العمر اربع سنوات بواسطة جهاز تحكم عن بعد لتتناثر اشلاء الطفل في مسرح الجريمة ، الطفل يعود لاحد المقاتلين الابطال الذين قاموا بالهجوم على نقطة مرابطة لعناصر التنظيم الارهابي.

هذه الجريمة وغيرها جعلت من عام 2015 هو الاقسى وحشية وعنفاً ضد اطفال العراق .. فقد اكدت المفوضية العليا لحقوق الانسان استمرار جرائم التنظيم ضد الاطفال من خلال استخدامهم كدروع بشرية والمتاجرة بهم داخليا وخارجيا عبر اسواق النخاسة ، وان التنظيم جند اكثر من الف طفل من الموصل اعمارهم تتراوح بين (5-15 عاماً ) واستخدمهم كانتحاريين ، وباع الاعضاء البشرية لقسم منهم ، كما تم الاعتداء جنسيا على قسم آخر ، وتم تهجير اكثر من مليون ونصف المليون طفل من منازلهم قسراً ، ودفن عدد من الاطفال في مقابر جماعية مع ذويهم واجبر البعض منهم على القيام باعمال السخرة.

هذه المعلومات وغيرها تؤكد ان العراق ما زال يتعرض الى خطر كبير ولعل تقارير المنظمة الدولية التي تصدر شهريا عن العراق تؤكد ما ذهبنا اليه .. فقد ذكر اخر تقرير صدر عن الامم المتحدة ان اكثر من (29) الف عراقي قتلوا وأصيبوا خلال عام 2015 وبين التقرير ان اكثر من (11) الف عراقي قتلوا بسبب العمليات الارهابية وان (18) الفاً اخرين اصيبوا بجروح مختلفة نتيجة اعمال عنف وقعت غالبيتها في العاصمة بغداد والمحافظات الشمالية والغربية وتبنى داعش مسؤوليته عن تنفيذ قسم كبير من تلك العمليات .

حيث سقط اكثرهم اثر تفجير سيارات ملغمة ، وعبوات ناسفة ، وهجمات انتحارية .كما كشف مصدر من شرطة نينوى عن ارتفاع نسبة الضحايا من اهالي الموصل ممن قتلتهم عصابات داعش عام 2015 حيث بلغ عدد الضحايا (4270) مدنياً من ضمنهم نساء واطفال وكبار في السن ومرضى . هذا العدد سوى ضحايا عام 2014 حيث دخلت العصابات الاجرامية الى المدينة في العاشر من حزيران من العام نفسه .

دائرة الطب العدلي في المدينة تسلمت نسبة كبيرة من جثث الضحايا ، الا ان عددا كبيرا منهم نكل بهم الارهاب ايضا ولم يسلم جثامينهم الى الطب العدلي ، بل رمي بها في منطقة (الخسفة) وهم من الضباط في الجيش العراقي والمرشحين الى مجلس النواب والموظفين في الدوائر الحكومية ورجال المرور.

وفي نينوى ايضا اقدمت محكمة داعش على اصدار حكم بالاعدام بحق المدرسة اشواق ابراهيم احدى تدريسيات مدرسة الزهور ، لأنها وجهت نصائح الى التلاميذ بعدم الدوام حتى لا يتأثروا بفكر داعش الظلامي ووسمتها بانها” مدارس انحراف وضياع ” الشهيدة اشواق اعتقلت وعذبت ثم اعدمت وسلمت جثتها الى الطب العدلي لتصبح شاهداً على الجريمة .

الدواعش وعلى خطى صدام اوصوا بعدم اقامة مجلس عزاء للشهيدة المغدورة ، انهم يقتلون النساء والاطفال ويرتكبون ابشع الجرائم بحق الناس الابرياء هذه الحادثة تذكرنا باعدام المحامية الموصلية سميرة النعيمي في السابع عشر من ايلول 2014 لانها دافعت عن الحقوق المدنية والانسانية لاهل الموصل كونها ناشطة في مجال حقوق الانسان ، كما استنكرت الشهيدة النعيمي قيام عصابات داعش بتدمير المعالم الموصلية الدينية والثقافية ، ووصفها تفجير المراقد الدينية بالعمل البربري.

وحسب مصدر مسؤول في شرطة نينوى ايضا افاد المصدر اقدام عناصر داعش الارهابي على ذبح ثلاثة طلاب جامعيين من كلية التربية في جامعة الموصل بسبب رفضهم الانضمام للعصابة المجرمة والتطوع للقتال معهم . بينما اعلن العميد ذنون السبعاوي ان عناصر التنظيم قتلت ثلاث نساء موصليات بتهمة تعاونهن مع القوات الامنية بعد اعتقالهن في منطقة سكناهن في حي الزهور والمصارف ، حيث قام التنظيم بإعدام النساء الثلاث رميا بالرصاص على مرأى الناس في منطقة الغابات بعد ان تعرضن للتعذيب .

وهكذا فان جرائم التنظيم لا تعد ولا تحصى ، وفي كل يوم يطلع لنا بجرائم جديدة ضد الاطفال والنساء والشيوخ وائمة الجوامع ، وحتى اولئك الذين انتموا الى التنظيم .. وما زلنا متواصلين في كشف المستور وتوثيق هذه الجرائم ليطلع عليها الرأي العام ولتصبح جزءاً من التاريخ الاسود لهذه العناصر الارهابية .. وسنكمل ذلك في عمود قادم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات