23 ديسمبر، 2024 4:21 م

كثيرًا ما نسمع عن فوات القطار، أو فقدان تذاكر الالتحاق بالقطار، وهذا يجعلنا نفقد الاستقرار، ونفقد حسن الاختيار في سبيل حجز مقعد داخل مقطورات قطار الزمن، ولا أعلم من صنع هذا القطار في أذهاننا! وتبعته مقولات وتصنيفات كثيرة منها، (بعد ما كبر ودوه الكتاب) ، والكثير منها المكبلة لبعض التصرفات والخيارات بحجة السن، من دس السم بالعسل وجعل بعض السادة والسيدات مَن قد يكون لهم الأثر الاجتماعي، وأن يعيشوا حياتهم بتفاؤل وعطاء جعلوهم يعيشون فكرة السن والقطار، ثم انزووا في الظل بَعدوا عن كل معطيات الحياة، بعض السيدات ترفضن الزواج والسبب العمر، وبعض السادة يرفضون ممارسة الرياضة بحجة شعيرات بيضاء غزت شعره، هل علينا بعد مضي عمر الشباب والعنفوان أن نكفن حياتنا وننتظر فقط أن ندفن في غياهب التراب؟ ما ذلك إلا فكر نعيشه لا صحة له. الحياة نعيشها بضوابطها وتقدير العمر بتقدير الخيارات، لا يكون العمر كفن لنا ويحرمنا من حسن الاختيار أو الحرمان من الحياة بشكل طبيعي.

ماذا لو اخترنا رحلة تغير وجهتنا، ونضل الطريق لنعيش الحسرة وندم سوء العاقبة؟!
جوزيه روائي حاز على جائزة نوبل للآداب، عاش جوزيه سارما جوحياة قاسية، فقد عاش حياة معدمة مما جعله يمشي حافياً في قريته الصغيرة، وفي عمر الرابعة عشرة عمل في معمل للحدادة، وبعد أن بلغ عمره أربعين سنة تمكن من العمل محررًا صحفيًا، ولم يستمر كثيراً، إذ طرد من عمله بسبب توجهاته، مما جعله جليس المنزل، وهذا جعله يتفرغ للكتابة التي نال بسببها شهرة كبيرة وبشكل خاص عن روايته بالتزار وبليموندا، وذلك في سن الستين عاماً، ومن أقواله عن نفسه: (( إذ كنت قد توفيت قبل الستين لم يكن ليعرفني أحد )).

يظن البعض أن قصص النجاح يتفرد بها الشبان، مما يفسر البعض أي محاولة في عمر متقدم ماهي إلا محاولة فاشلة لا فائدة منها، ولكن الواقع مغايرًا عما يظن البعض.

في الحقيقة هناك الكثير من قصص النجاح المدهشة لأشخاص اجتازوا حاجز الأربعين والستين من العمر.

عش حياتك وثق في اختياراتك، العمر محطات للتوقف والتأمل، أما ذاك القطار فأنت قائده.