مما لاشك فيه ان الكثير من الويلات والمصائب التي تمر بالإنسان عموما، والعراقي خصوصا ، تحمل وجها اخر ، قد يكون مشرقا ، أي بمعنى أوضح هو النصف الممتلئ من الكاس ب ( حسب نظرية الكلاص ) .
وهذا الوجه ( المنور ) قد لايراه صاحب النصف الفارغ او ( المصخم ). بحسب نفس منطق النظرية او بالاصح ( البديهية ) أعلاه . وهنا يأتي دورنا لتوضيح إشكالية لموضوع مهم ، لطالما اعتبرت واحدة من المصائب الكبيرة والكثيرة ، التي صبت على الشعب العراقي ، اقصد هنا مشكلة انقطاع الكهرباء الوطنية لساعات طويلة ، وخاصة في فصل الصيف ،وحيث ان هذا ( الفلم ) مازال يعرض علينا منذ اكثر من عقد من الزمن ، وبنجاح ساحق ، من دون ملل أو كلل ، من الجانبين معا ، أي من جانب من انتج واخرج ومثل في هذا الفلم ، أو من الجانب الثاني وهم بالتأكيد السادة المشاهدين ( الغلابة ) الذين أصبحوا لايستطيعون ان يتصوروا حياتهم ومعيشتهم يوما من دون انطفاء الكهرباء عنهم ، ولو لبضع دقائق في اليوم ؟. أقول اصبح لزاما علينا بيان فوائد هذا الانقطاع ، واهميته للسادة المسؤولين أو التجار المختصين في هذا الجانب في بلدنا الحبيب ، وكذلك فوائده و( غنائمه ) للأشقاء أو الأصدقاء في المحيط الأقليمي والدولي . وكما يلي أ- الفوائد محليا:
1- إن انقطاع الطاقة الكهربائية هو سبب رئيس في انتعاش وازدهار ( الفساد المالي ) وهذا من شأنه أن يدر المليارات في حسابات ( الحرامية ) من خلال عقود انتاج وتوزيع الكهرباء ، ويكفي أن تعلم ان وزيرين سابقين للكهرباء متهمين( بخمط ) مابين (2 – 4 ) مليار دولار ، بل ان احدهم أستورد العاب للأطفال على انها محركات كهربائية ؟!.
2- إيجاد فرص عمل كبيرة للمواطنين العراقيين ، حيث أن هذا ( الكطاع ) يعتبر من ( الكطاعات )المهمة للشعب العراقي تجاريا ، فتجد ان الالاف من التجار الكبار والصغار يعملون في استيراد وبيع كل مايتعلق بإنتاج الكهرباء ( البيتية ) ابتداء من مولدات ( التايكر ) وما بعدها من مولدات ( التحوير ) صعودا ، إلى اسلاك السحبو ( التجطيل ) نزولا .
3- إن العراق مرشح لدخول موسوعة ( غينيس ) للارقام القياسية ، وذلك من خلال تحطيمه لثلاثة أرقام قياسية في : * انقطاع شبه مستمر للكهرباء منذ عشر سنوات
* اضخم عمليات سرقة في وزارة واحدة عالميا
* أثبات السادة المسؤولين عن هذا القطاع ان الفيل يمكن ان يطير ، بل ويحلق عاليا ، لدرجة ان احدهم وعد بتصدير الفيل ، اقصد ( الكهرباء ) الفائضة الى خارج العراق قبل بضع سنوات .
* أكبر مستورد للمولادات
* أكبر مستورد للأسلاك الكهربائية
* بناء أكبر شبكة عنكبوتية من الاسلاك الكهربائية في كل محافظة ومدينة وقرية ، تضاهي في دقتها الشبكة العنكبوتية ( للنت ) .
* اثبات ان هنالك حاسة جديدة غير معروفة عالميا ، وثبتت محليا بفضل فوائد انقطاع الكهرباء ، هذه الحاسة هي وجود تناغم عجيب رغم البعد ، بين أصحاب المولادات من جهة ، والمشرفين على القطع المبرمج من جهة أخرى ، وبما اصطلح عليه بنظام ( التوريق ) .
ب – الفوائد عالميا:
1- استيراد الطاقة الكهربائية من الدول المجاورة ، وبمبالغ تعادل سنويا قيمة بناء محطة كهربائية متوسطة الإنتاج . مما در عليهم فوائد وارباح خيالية .
2- تمتين العلاقات مع الشعب الصيني الصديق بل ( الشقيق ) الذي اصبح جزء كبيرا منه من أصحاب المصانع والمعامل ( المنزلية ) لانتاج المولدات والاسلاك الكهربائية بفضل ( الانقطاع ) .
3- الشعور بمعاناة الاخوة في ( فلسطين ) الذين تنقطع عنهم الكهرباء بصورة موقتة في قطاع ( غزة ) عند ( الصلخ ) المتبادل بالصواريخ بينهم وبين الكيان الصهيوني ، مما يعد تضامنا ضد
الامبريالية والصهيونية .
أخيرا وليس اخرا ، إن انطفاء الكهرباء لساعات طويلة في فصل الصيف ، سيؤدي إلى تعرق كبير للمواطن العراقي ، وكذلك شعوره بالحر الشديد ، مما يحتمل أن يجعله ذلك الامر يتذكر ان وراءه ( حساب وكتاب ) وهذا قد يفيد في هداية من لم يهتدي ، ويجعله مواطنا صالحا ؟!.
في الختام أقول للسادة المسؤولين : اننا ابدا لن ننساكم في دعائنا .