23 ديسمبر، 2024 3:38 م

فهم الخواص والعوام والانتكاسات

فهم الخواص والعوام والانتكاسات

يحمل لنا ألتاريخ ألإسلامي عدة حوادث أصبحت لها انعكاسات سلبية في واقعنا وفي الماضي وما زالت مستمرة ، وهذه ألانعكاسات هي رد فعل لانتصار طرف على أخر أو اختلاف التأويل على موقف أو في أشخاص ، فكانت الروايات ألإسرائيلية تستحوذ على معظم ردود الفعل السلبية وما تتضمنه من عقد نفسية وفهم مغلوط وعادات جاهلية وتكتب روايات كاذبة ومفرقة للشمل بأسماء ثقاة معروفين وتطرحها للساحة ، وتستقبلها الأجيال اللاحقة كمسلمات وبديهيات ومغلفة بتقديس مزيف، وهي عبارة عن اختلاق وغلو وتدليس .
 وكانت طبقة العلماء تميز بعلمها الرصين هذه المواضيع ، ألا أن دخول الروايات مرحلة التقديس عند العامة ، وتبنيها من الحكام عقد من مهمة العلماء لكشف الخيوط الخفية ودوافعها للناس ،بل تعدى ألأمر أنه بطرحها سيحدث انقسام في الطائفة أو عدم استقرار في فهم القضايا ألإسلامية . 
وهو قطعا موقف محرج يصيب المتصدين للقضايا ألإسلامية وقياداتهم لما تمليه عليهم الروح العلمية من نشر الحقائق وعدم التردد من طرحها ، وهذا الحال ضيق وقلص نشر الكثير من الحقائق التي ندفع ثمنها إلى ألان .
وفي تاريخنا المعاصر ما زالت هذه المشاكل تستنزف جهدنا ووقتنا وأموالنا ، وتكررت هذه الحالة بصيغ أخرى مضافا إلى جانبها الديني ، وبرزت للسطح في مواقف سياسية مثيرة للجدل في عراقنا الحبيب ، فالعوام يحللون بعض الظواهر والشخصيات بشكل يختلف عن المختصين الذين لديهم أدوات علمية لكشف التناقضات في ألأفكار وتقيم الشخصيات ، وأستغل بعض السياسيين هذه الخاصية واستغلوا مواقعهم لإيقاع خصومهم بتهم هي أقرب والصق بهم ، ومارسوا دور أعلامي بعيد عن روح الحقيقة والمهنية ، بل وصل ألأمر إلى أن المواطن يتحمل ألألم والعوز ويتقول بأقوال تمدح وتدافع عن هذه الشخصيات ،التي هي تخدعه وليس لها ثوابت أو مرجعيات وتفتقر إلى الحس والشعور الوطني ، وتوجه اهتمام المواطن إلى أمور طائفية بعناوين دينية ووطنية ، وتشعرهم بالانتصار وأداء الواجب ، والطرفان في الحقيقة بعيدين عن إصابة الواقع المطابق للحقيقة وهذا الوضع يخدم فقط الجهات السياسية المتصدية ،التي تبحث عن مكاسب وامتيازات خاصة .
فكان التأريخ ظالم والحاضر أسوء ، وما زالت معرفة خدع السياسيين تتناقل فقط بين النخبة وبعض السباب المثقف الذي يمثل أمل ألأمة ، وعادة ما يمتاز المثقف الواعي بالميل إلى الهدوء وعدم طرح المواضيع الحساسة بصورة مباشرة ، والخوف من التصادم وعدم امتلاك الشجاعة الكافية لمواجه المواقف ، حالهم حال بعض رجال الدين والتبريرات عندهم كثيرة ! .
لا شك إن من يعرف الحقيقة يتحمل الجزء الأكبر من المسئولية وعليه إن يتحلى بالشجاعة ويخوض في الواقع من أجل أبناء جلدته فاليوم مواجه وتصدي وغدا ألانفراج ، لا بد من العلماء والسياسيين الشرفاء وشخصيات المجتمع الواعية إن يتحدوا ويتحركوا ، ولا بد من الثقة بالمجتمع العراقي وخصوصا الشباب فقد عركتهم التجارب وصقلتهم المعاناة والفرص سانحة بعد انتشار التكنولوجيا من انترنيت وغيره ، والشباب العراقي في حالة جيدة لاستقبال ما يمحي ألأفكار المضللة وحمل راية العلم والسلام ، وفكره قابل للهضم الجيد والجديد من مصادره الحقيقية ، وهذا إعلان لقادة الدين والسياسيين الشرفاء أدلوا بدلوكم واطرحوا نظرياتكم وأرائكم ، فنحن معكم ومهدوا للحاضر والمستقبل القريب أرضية صالحة للعيش بأقل اختلافات وتناقضات ، وهذا يؤدي إلى وحدة الموقف للعلماء والمجتمع  ، ويوجه العمل للبناء الفكري والثقافي والحضاري ، ويركز الجهود من اجل ألأعمار المادي والروحي ويحقق السعادة للجميع .