26 نوفمبر، 2024 8:04 ص
Search
Close this search box.

فن الإستقصاء وظاهرة البغدادية وأنور الحمداني     

فن الإستقصاء وظاهرة البغدادية وأنور الحمداني     

بعد حقبٍ من الوهن الإعلامي والتطبيل والتزمير للمؤسسات الرسمية ورموز الخراب الذين نخروا كيان الدولة العراقية في ظل غياب الضمير و أجهزة الرقابة الوقائية الحكومية النزيهة والصحافة الحرة الإستقصائية تنهض من بين ركام رماد الحروب والأزمات والنكسات والإنتكاسات وتفشي الأمراض الإجتماعية وأستباحة المال العام والدم الطهور وأنتهاك حق الإنسان والقيم الأخلاقية تنطلق صادحة ًمؤسسة ٌإعلامية بمهمة الإصلاح والتوعية الجماهيرية بغية المشاركة الفاعلة في بناء  دولة التغيير بالإشارة الى مواطن الخلل وتبصير المسؤول لإنعاش روح الهوية الوطنية التي غيبتها الإرهاصاتُ السلوكية للمسؤولين الجدد الذين لم يتمرسوا على العمل السياسي والإداري وإنما الصدفة أوغيرها لعبت دوراً في تخليقهم من عدم أولعلهم حسبوا المواقع الادارية أوالسياسية موانيء للتجارة فدخلوا لتلك الغاية التي دفعتهم الى الواجهة الأولى فأفقدتهم رشدهم وأفقدت العراقيين آمالهم وصلاتهم الوثيقة ببعضهم من خلال إختلاق الأزمات وأستلاب الحقوق وأستخدام الأساليب القهرية وأستعلاء النزعات العرقية والطائفية على الهوية الوطنية فأتسعت الهُوّة ونحرت الأماني والغاية من التغيير فلا أمنٌ يصون سيادة البلاد ولاأمانٌ للعباد في ظل إحتراب الغايات والأهداف لكل فئةٍ فأصبح الوطن طوائفَ متناحرة ٌويُدارُ نظام ُالحكم فيه بالريمونت لذلك نرى بأن مؤسسة البغدادية الإعلامية لم تأتنا ببدعة من بنات أفكارها طارئة على الإعلام ولم تأتِ بالغريب عن واقع الإعلام العالمي وإنما الغرابة تكمن في إن العراقيين لم يألفوا هذا النوع من الإعلام الواقعي الهادف في الكشف عن السيء المستور بالحقائق والوثائق وشهود الإثبات لسد ثغرات رقابة الدولة هذا إن وجدت ولكبح جماح مسؤول الصدفة الذي تبوأ ولم يكن أهلا لتحمل المسؤلية وفي هذا يكون الأحرى بأجهزة نظام الدولة أن تتقصى هي الأخرى المعلومات التي ترفدها بها أيةُ مؤسسة إعلامية لكي تقوم بدورها في المعالجة والتصحيح في ضوء الحقائق ولا يتحقق ذلك إلا بتنشيط خلايا مكافحة الفساد الإداري والمالي في هيكل الدولة والحد من ظواهر الفسادِ فيها بإيجاد قوانينَ كابحةٍ صادمةٍ لمن تسول له نفسه بالعبث السلطوي بالمال العام وخيانة البلاد ومصادرة حقوق العباد وجعله عبرة للآخرين فهذا ومَن هم على شاكلته هؤلاء عصا الدولاب التي بسببها توقفت عجلة التقدم على جميع الصعد في بلدٍ يزخر بالثروات والكفآءآت والخيرات .   
تبنت (البغدادية ) منهجَ إيقاظ الضمائر وتبصير العامة والمسؤول بالأخطار المحيقة بالبلاد والعباد جراء تجاوزات تجار السياسة بأساليب سوقية رخيصة لايرتكبها إلا من مارس العهر السياسي وأختارت لتلك المهمة فريقاً متجانساً من الإعلاميين الإستقصائين ورجال القانون وكلفت إعلامياً متميزاً لاتأخذه في قولة الحق لومة لائم يتسم بالثقة بالنفس والإدارة المحكمة لبرنامجها دون تزلف ورياء أوتملق أوغاية يبغيها لذاته الإعلامي أنور الحمداني لذلك دخل بإسلوبه المتميز الى كل بيتٍ عراقي يُحبُ أويبغضُ برنامجه حريصاً على أن يكون قبالة شاشة التلفاز للإلتقاء بالناطق الرسمي بأسم الهم الشعبي لكافة طوائف وأعراق وأجناس المجتمع العراقي بدون إستثناء أو إقصاءٍ لأحد .
وبناءً على ماتقدم فإن حكومة أي بلدٍ في العالم  تهمها مصلحة ُمواطنيها يجب عليها أن تقدم شكرها للمؤسسات المستقلة التي تقوم بدور رقابي وأن تتعاون مع تلك الجهات المساندةِ لها من خلال فتح القنوات المباشرة معها لفضح الجريمة ومرتكبيها وإحالتهم للقضاء وإيقاف المشتبه بهم عن العمل ورفع الحصانة عنهم مهما كانت مسؤولياتهم ومواقعهم الوظيفية لحين إكتمال التحقيق معهم وإبراء ساحتهم أو إدانتهم فالكل متساوون كأسنان المشط أمام القانون وهذا مانصت عليه الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وبهذا السلوك الإيجابي يمكن للحكومة أن تحقق الغاية التي تصبو إليها وتصبو لها الجماهيرُ التي وضعت ثقتها بها وأأتمنتها على أموالها وأحوالها ، فبالعدل وسيادة القانون على الجميع دون إستثناء نكون قد حققنا إنجاز أول لبنة في بناء دولة المواطنة التي تشعر المواطن بأنه هو المالك الشرعي للمال والسيادة والقرار لكي ينعم الجميع بالرخاء والأمن والمساواة .
شكراً لـ عون حسين الخشلوك الذي سخر ماله للصالح العام وأمتاز بنكران الذات والإعتدال والحِلم والصبرعلى المكاره من أجل أن يكون للحق منبرٌ صادحٌ وصوتٌ هادرٌ فأصبحت (البغدادية) برلماناً شعبياً كما وصفها الكاتب الإعلامي والمحلل السياسي إبراهيم الصميدعي .
شكراً للإعلامي القدير عبدالحميد الصائح الذي إختار للبغدادية فريقاً من الإعلاميين الذين خبروا مجالهم الإعلامي وتميزوا بالحنكة الإعلامية فأصبحوا إعلاماً للبسطاء والخيرين النجباء .
 شكراً لمن بذلوا جهداً من أجل ترسيخ منهج (البغدادية) الوضاء فكان عماد العبادي ونجم الربيعي وشيماء ونغم وجنود البغدادية المجهولين من مراسلين وفنيين ومعدين ومقدمين عاملين ومساندين هم مَن ترجموا بجرأتهم مباديء البغدادية وساهموا في بناء صرح الإعلام الإستقصائي المؤثرالذي تبنته قناة البغدادية الفضائية الرائدة لمسيرتها الظافرة المكللة بحب العراقيين جميعاً .

أحدث المقالات