23 ديسمبر، 2024 5:07 ص

فنون الفبركة والحرب الناعمة!!

فنون الفبركة والحرب الناعمة!!

قيل ( الكذب المصفط أحسن من الكذب المخربط) وحين احاول تحليل ما توارد من أخبار وتحليلات عن اختطاف واطلاق سراح سيدة ألمانية لم التق بها يوماً ..ابدا بعناوين متضادة ما بين ( عاشقة بغداد ) مقابل ( جاسوسة الموساد) وضمن كلا العناونين كتبت أخبار وصدرت بيانات وانتشرت شائعات وظفت في مقالات وتحليلات متلفزة..من دون ان اجد أي موقف رسمي متكامل سواءا في صياغة البيانات وهي كثيرة من جهات رسمية متعددة .. أو تلك المقالات التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي حتى كشفت عن متظومتي المع والضد وهي تتناسى أن خبرة عقود مضت في بلاط الصحافة والإعلام تجعل التوقف عند نموذج الصياغة وطريقة استخدام المفردات ورمزية الرسالة المطلوب ايصالها للمتلقي تكاد للمريب أن يقول خذوني !!
هذا النمط من التضليل للراي العام العراقي الجمعي في النتيجة سينتهي إلى عدم القدرة من أي طرف كان أن يصدر خطابه ويقبله الناس وفي ذلك اخفاق كبير جدا جدأ تتسع فيه فجوة الثقة بين الشعب والدولة والاحزاب المهيمنة على السلطة .. فيما يفترض أن يظهر بيان واحد يمثل حقيقة الفعل الجرمي اذا ما صحت نظرية عدم شرعية وجود هذه المواطنة الألمانية .. ويفسر رد الفعل .
لكن ما يتكرر عن دور المخابرات العراقية في اعتقالها يمثل قمة التسفيه القببح حينما يربط بعدم معرفة رئيس الوزراء به وهو ما زال رئيسا لهذا الجهاز …يضاف إلى ذلك هذه الفجاجة في تناقض كبير بين توصيف ( الضيفة الألمانية) بكونها عاشقة بغداد مقابل توصيف التهمة بكونها جاسوسة للموساد أليس الكثير من المتصدين للسلطة هم أصدقاء للموساد وهناك علاقات واضحة وصريحة ومباشرة بينهم وبين اسرائيل حيث تنتظر كردستان العراق اعتراف بغداد فقط لا غير للافصاح عن هذه العلاقات التي تمتد إلى اواسط ستينات القرن الماضي من دون أي مواربة فيما حضور سياسيين عراقيين لمؤتمرات الامن الاقليمي التي ينظمها الموساد الا تدخل في جردة الحساب الامنية… يبقى من القول ما هي الاسرار العراقية غير المكشوفة حتى تكلف تلك السيدة بكشفها ؟؟
لذلك نصيحة لمن يريد أن يفبرك أي تقرير من هذا النوع هناك منهجية تعرف بالصياغة في الغرف السوداء معروفة في برامج الحرب الناعمة عبر الاعلام التي ابتدعها جوزيف ناي وطورت في اشواط متعددة من جامعات ومراكز الأبحاث والدراسات الأمريكية فضلا عن توظيفها من قبل قوى اقليمية معروفة في تسويق تصدير مواقفهم أمام شعوبهم أو للخارج….فعلى من يدير مثل هذه الغرف لاصدار مواقف تضليل للراي العام الجمعي العراقي عليه الانتباه إلى أن ( الكذب المصفط افضل من الكذب المخربط) ولله في خلقه شؤون!!!