24 نوفمبر، 2024 10:12 م
Search
Close this search box.

فنــاء ومصيـــر

النواطير لايمرون من هنا ,
قالت القطة ..
وهي تمد ذيلها
فوق الرمال.
ثم هزته بإعياءٍ , وهو يكُور
وعادت تمده , كرضيع
حتى لامسَ ..
صدرها المذعور
وأومأت للرمل بالأظفار
كأنها تقول :
والضوء هنا
خافتٌ ..
في الليل
كالظل خلف الزجاج
والعمر لم يعد
جمرة كما كانت النار
ولا الأرض غدت..
تلقي ..
بكفوف أو رؤوس للدجاج
كأنه الموت الذي يخطوا ..
علينا , وليس الحصار .
ثم أسبلت جفنيها , في زحام النهار
كأنها تعد لخوض أهوال , قفار
ومضت الدقائق , عجلى
من دون ان تجرُّ
من سفح الطريق
رِجلٌ أو تسحُّ فوقه يد
وغابت الشمس
ونام البدر والرأس في الليل ,
على فراش من الرمل , ممتد
ولم يتبَدْ ..
غير إعياءٍ نما
على ذيلها المُخمَدْ ,
حتى أجهشت بالنور
شمس الغد
والجذع رميم , على الطريق
توقظه العيون , وأصوات الخطى
مع الحصى
ولا يفيق
حتى لاح ثاني الغد ,
على عربات قيظ مصهور
وسوط من رياح , سقيم
بزنابيلٍ من غبار ,
فمحت جلدها الفضي ,
تحت باق من ذباب , وأغترفت
رماد عظام , ولحم
كان قعيد ,
فاصلا بين الفناء والوجود
وأمتطى ثالث الغد ..
صهوة المكان
وأستدار خلف الضحى , محدقا
لما خلّفه الليل
وقيظ النهار ..
في فضاء الفناء
واندثر القط
وعادت خطى المشاة
تلامس حضن المصير.

أحدث المقالات

أحدث المقالات