18 ديسمبر، 2024 10:00 م

فنجعل عيد العمال بداية نهاية سرطان البطالة في العراق

فنجعل عيد العمال بداية نهاية سرطان البطالة في العراق

تمر علينا مناسبة عيد عالمي إلا وهو عيد العمال العالمي والذي يرجع تاريخه إلى ذكرى أحداث يوم 1 مايو من عام 1886 نظم العمال في شيكاغو ومن ثم في تورنتو إضرابا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع” ، الأمر الذي لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل خصوصا وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحا جيدا.
وشلت الحركة الاقتصادية في المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عدداً منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادة العمال وحكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة. وكان الجلاد ينفذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة اوجست سبايز أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطابا كتبه زوجها لابنه الصغير جيم ” ولدي الصغيرعندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت.ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أننى بريء. وأموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت. وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصته لأصدقائك”
وقد ظهرت حقيقة الجهة التي رمت القنبلة عندما اعترف أحد عناصر الشرطة بأن من رمى القنبلة كان أحد عناصر الشرطة أنفسهم˛ وبعد وفاة عمال على أيدي الجيش الأميركي فيما عرف بإضراب بولمان عام 1894، سعى الرئيس الأميركي غروفر كليفلاند لمصالحة مع حزب العمل، تم على إثرها بستة أيام تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية. بقي غروفر قلقا من تقارب اليوم الدولي للعمال مع ذكرى هايماركت في 4 مايو/أيار 1886 حيث قتل أكثر من 12 شخصا حينها.
وجاء إضراب شيكاغو ضمن سلسلة إضرابات نظمت في عدد من المدن الأميركية يوم الأول من مايو1886 تحت شعار “من اليوم ليس على أي عامل أن يعمل أكثر من ثماني ساعات”، وبلغ عدد تلك الإضرابات خمسة آلاف إضراب وشارك فيها نحو 340 ألف. تجاوزت قضية هايماركت أسوار أميركا وبلغ صداها عمال العالم، وأحيا المؤتمر الأول للأممية الاشتراكية ذكراها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1889، وتمت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكرى هايماركت عام 1890، وفي العام الموالي اعترفت الأممية الاشتراكية في مؤتمرها الثاني بعيد العمال حدثا سنويا.
وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من مايو/أيار من كل عام، وتم السعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول. وفي عام 1955 باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من مايو عيدا للعمال، واعتبرت القديس يوسف بارا أو يوسف النجار شفيعا للعمال والحرفيين.
إلا أن أمنية السواد الأعظم من عمال العراق أضحت بالحصول على فرصة عمل˛ فقد يعاني العراق من ارتفاع مضطرد في نسبة العاطلين عن العمل خاصة بين الشباب من خريجي الجامعات وحملة الشهادات العليا.وتظهر أرقام رسمية أن معدل البطالة وسط الشباب يتجاوز 20%، في حين تحدثت منظمات دولية وأخرى غير حكومية عن ضِعف هذه النسبة. فلا تعد زيادة ساعات العمل في العراق مشكلة لعدم توافر العمل أساساً!!.
لقد أقر دستور العراق الذي الذي تم أعتماده عام 2006 كفل حق العمل لكل مواطن عراقي وذلك عملاً بالمادة رقم (22 أولاً) والتي تنص على «اﻟﻌﻤﻞ ﺣﻖ ﻟﻜﻞ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻬﻢ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ». وهذا مستحيل تحقيقه مالم تكون هناك قوانين صارمة لحماية المنتوج الوطني˛ حتى يمكن أعادة تشغيل المصانع الحكومية والأهلية حيث يقدر اتحاد الصناعات العراقية أن حوالي 40 ألف مشروع وأكثر من 80% من المصانع متوقفة.
وأصدار تشريعات جديدة تفرض زيادة نسبة العمالة العراقية التي تعمل مع الشركات الأجنبية العاملة في العراق عن (50%) من مجموع العمالة˛ والتي في كثير من الأحيان لا تلتزم بها تلك الشركات˛وكذلك وضع قيود أكثر تشدداً على دخول العمالة الأجنبية.
فطوبى لكل يد تقرحت من جراء صعوبة العمل لأنها يد يحبها الله ورسوله (ﷺ) وهنياً لكل عين بكت من طول أنتظار فرصة العمل.