23 ديسمبر، 2024 7:30 ص

فليقترن كلامك بالفعل في مكافحة الإرهاب يا ملادينوف

فليقترن كلامك بالفعل في مكافحة الإرهاب يا ملادينوف

نيكولاي ملادينوف، المبعوث الأممي للعراق كأسلافه ممن تولوا رئاسة بعثة الامم المتحدة للمساعدة في العراق (اليونامي) مولع بالقيام بالقاء النصائح على قادة العراق وسياسييه. فكما عودنا سلفه سيئ الصيت مارتن كوبلر يطلع ملادينوف علينا ببيان أو تصريح عند كل منعطف او شاردة او واردة في العملية السياسية في العراق وغالبا ما يأتي كلامه مليئا بالنصائح التي يسديها لقادة العراق حول كيفية التعامل مع الأزمات السياسية التي تعصف بالبلاد. والغريب ان نصائح ملادينوف، كنصائح أسلافه، تتضمن ذكر مبادئ هي من أبسط بديهيات العمل السياسي، وكأن المسئولون الأمميون يظنون أن العراقيين وقادتهم والذين منهم من افنى عمره في العمل السياسي والنضال ضد أعتى الدكتاتوريات الدموية التي عرفها تأريخ البشرية الحديث هم صبية يتمرنون على أبسط مبادئ العمل السياسي.
ففي كلمته التي قام بإلقاءها امام الجمعية العامة للامم المتحدة، تطرق الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة (اليونامي) نيكولاي ملادينوف الى قرار مجلس الأمن الرقم 2178 والذي دعا دول العالم الى القيام باتخاذ “الخطوات الضرورية للتعامل مع تهديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب، بما في ذلك منع دخول من يشتبه بهم بلادها أو المرور بها وتطبيق الإجراءات القانونية لمحاكمتهم”. ووصف ملادينوف هذا القرار بالتأريخي وقال ان القرار “مشجع بالنسبة إلى العراق في معركته ضد الإرهاب والمجموعات المسلحة مثل تنظيم داعش والعناصر الاجنبية التي تنظم إليه”. واضاف انه “يتعين إلحاق الهزيمة بالإرهاب بطريقة تحول دون حدوث مزيد من التطرف وقتل المدنيين”، لافتاً الى ان “الحيلولة دون مزيد من التهديدات والقضاء عليها يجب أن يتلاءم مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان، والقانون الدولي، وأيضاً مع ميثاق الأمم المتحدة”.
وانبرى ملادينوف لكي يلقي على الحكومة العراقية والعراقيين الذين مازالوا يكتوون بنار الإرهاب منذ أكثر من عقد من الزمان دروسا في كيفية القضاء على ظاهرة الإرهاب التي تمتص دماء العراقيين الأبرياء وتزهق أرواحهم. وقال: “أشجع حكومة العراق بقوة على إشراك اطراف من المجتمعات المحلية المعنية والجهات غير الحكومية، في وضع ستراتيجيات لمواجهة خطاب التطرف العنيف الذي يمكنه التشجيع على القيام بعمليات إرهابية، ومعالجة الظروف التي تؤدي إلى انتشار العنف”. واكد ان “الأمم المتحدة تعمل بصورة وثيقة مع حكومة العراق وشركاءها الدوليين على تطوير برامج وسياسات تساعد العراق على مواجهة الإرهاب، ودعم حماية مواطنيه ورعايتهم وذلك بالالتزام التام بالتزامات العراق الدولية”.
وقد فرح الكثير من العراقيين الذين يلاحقهم الإرهاب في بيوتهم واسواقهم وشوارعهم ومدارس أطفالهم ومساجدهم وكنائسهم وحسينياتهم ويختطف حياتهم وحياة عوائلهم بهذا الكلام. وهم إذ يؤيدون كل ما جاء في خطاب ملادينوف من كلام جميل في مجال مكافحة الإرهاب فإنهم يرون أن مكافحة الإرهاب ليست مجرد كلام معسول يطلق في الهواء ولكن مكافحة الإرهاب ممارسة عملية تتجلى في الخطوات التي يتخذها المرء وخصوصا إذا ما كان في موقع المسئولية من اجل القيام بضرب الإرهاب وحواضنه وخطابه المتطرف. لا يمكن مكافحة الإرهاب دون ضرب المتعاطفين معه ومع جماعات الإرهاب التي تشرب من دماء العراقيين الابرياء كل يوم. وهذه بديهية يعرفها القاصي والداني. لا يمكن مكافحة الإرهاب دون إزالة الأحقاد الطائفية والشيوفونية التي تغذي الإرهاب. من هنا نقول انه يجب على ملادينوف ان يبدأ ببيته أولا، أي ببعثته الاممية التي يرأسها، والتي يعشش فيها الطائفيين من إخواننا العرب المتعاطفين مع الإرهابيين والبعثيين والدواعش، وخصوصا في المكتب السياسي للبعثة الذي يرأسه خريج مدرسة البعث الصدامي الفلسطيني مروان علي الكفارنة وحيث المستشارين السياسيين يقومون بتحريف التقارير الصادرة عن البعثة لكي تسئ إلى مواقف الحكومة العراقية في معركتها مع الإرهاب وتلميع صورة القوى المتعاطفة مع الإرهاب. ومواقف هذه العصابة الطائفية المتنفذة في اليونامي باتت مفضوحة بعد ما كتبناه نحن من مقالات وكتبه آخرون في الكشف عن اسماءهم وفضح مواقفهم وانحيازهم وعملهم على حرف عمل البعثة لخدمة أغراض طائفية وشيفونية وسياسية خاصة. وكان للأكاديمي الكردي الدكتور عبدالقادر البريفكاني، الذي استقال من عمله في اليونامي احتجاجا على ما تقوم به هذه الزمرة الطائفية الحاقدة من اعمال مشينة ومنحازة لاطراف سياسية معينة في العراق وضد شرائح من الشعب العراقي، وخصوصا الشيعة والكرد، دوره في فضح اوكار الطائفية والتعاطف مع زمر النظام السابق هذه التي تهيمن على اليونامي. من هنا نهدي لملادينوف النصيحة التالية: ابدا بمستشاريك اولا وطهر بعثتك ومكتبك السياسي من رجس ودنس الطائفيين الحاقدين المتعاطفين مع الإرهاب الذين يحنون إلى الحقبة الصدامية الدموية وان لم يقترن كلامك بالفعل في مجال مكافحة الإرهاب فإن العراقيون المكتوون بنار الارهاب لن يرونك إلا منافقا يقول ما لا يفعل.