وصفها البعض بأنها زيارة تأريخية, واخرون ينعتونها بزيارة غير مرحب بها, عندما تضاربت الانباء برغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة العراق في الشهر الجاري.
الفريق الذي يرحب بهذه الزيارة هو من في الحكومة العراقية او من يرتزق منها, اما الفريق الاخر فهو الفريق الذي يرى بأن النظام السعودي متهم بدماء العراقيين. والفريقان لا يقفان عند حدود ما صرحوا به وانما توجد خفايا اخرى سنحاول ان نشرحها اذا وفقتنا الحقائق.
فمحمد بن سلمان مشغول هذين اليومين بإستعداده لزيارة الولايات المتحدة الامريكية للقاء بصديقهِ ترامب. وهذا اللقاء يحتاج الى هندام انيق وعطر من نوع اخر. والشاب محمد بن سلمان يمتلك الاثنين. وعند ختامه لقائه بترامب, ستقل الامير الشاب طائرة ملكية حاملا الى الحكومة العراقية رسائل عملية لِتُطبق باسرع وقت ممكن, قبيل الحرب المرتقبة بين ايران واسرائيل.
واحدة من هذه الرسائل وظاهرها هي تقارب العلاقات العراقية – السعودية على الاصعدة الاخوية والاقتصادية والتجارية, اما باطنها فهي تمكين الشركات السعودية من التوسع داخل العراق, وقد يكون التوسع استخبارياً لاضعاف التدخل العسكري الايراني في العراق.
وبما ان الشعب العراقي وشبابهُ منشغل هذه الايام بفرحة رفع الحظر عن ملاعبه فستمر هذه الزيارة وما تحمله مرور الكرام. وبما اننا تطرقنا لموضوع الرياضة فسنستفهم لماذا جاء رفع الحظر بهذا الوقت تحديدا قبيل زيارة الامير الشاب, ولماذا حَل فريق كرة القدم السعودي ضيفاً على العراق ابان الشهر الماضِ؟ هل هي ضيافة لجس نبض الشارع العراقي ام لعبة لتوحيد الدماء العربية المتفرقة؟
وان لم يوحد العرب يوماً علي بين ابي طالب او عمر بن الخطاب فلن يوحده الامير الشاب او افكاره المراهقة, والتأريخ واضح ولا حاجة لأن نقلب صفحاته مرة اخرى. فما تطبخهُ اسرائيل في مطبخ دونالد ترامب هو طبق دسم مليء بالمكسرات المسممة ليغص بها العرب سنة وشيعة.
لا نستنتج من ذلك الا ما ذكرتهُ صحيفة الشرق الاوسط السعودية عندما عنونت خبر لقاء الفريقين بأنه دخول الدولتين بمنعطف تقارب العلاقات بنكهة رياضة. وهذا ما جرى. لكن ما الغرض من كل ذلك؟ فاذا لم توحد الدماء شعوبها فلن توحد الالعاب شعوباً.
ايها السادة, يؤسفني ان اخبركم بأن ما يحدث ما هو الا قهقهة امريكية تريد الاطاحة بنظام ايران الفارسي, ونحن كشعوب عربية لا نمتلك سوى التصفيق اما لامريكا او لايران, علماً ان الاثنان اعداء للعرب شئنا ام ابينا, هكذا يقول التأريخ, “فما حن اعجمي على عربي قط” ولم ولن تكون دول الغرب وامريكا اصدقاء او حلفاء للعرب يوماً.