23 ديسمبر، 2024 10:53 ص

فلنترحّم على الكاهن الفرنسي .!

فلنترحّم على الكاهن الفرنسي .!

ماذا لو قامت مجموعة مسيحيّة من اليمين الفرنسي المتطرّف ” مثلاً ” بذبح رجل دين مسلم او احد أئمّة المساجد في فرنسا , كردٍّ او ثأرٍ وانتقامٍ على قتلِ ونحرِ الشهيد الكاهن ” جاك هامل ” 84 عاماً ” قسّ كنيسة ” سانت تتيان ” مؤخّراً .! , ثُمّ ماذا لو قامت داعش او مشتقّاتها بذبح إمام جامعٍ مسلم في فرنسا او سواها بغية إحداث فتنة بين العالم الأسلامي والمسيحي .! , والأمر الإفتراضيُّ هذا قابلٌ للتنفيذ من ايّ جهاز مخابرات دولي او اقليمي .!  ندعو ” اولاً ” لقراءة سورة الفاتحة على روح المرحوم القس ” هامل ” , مع الإدراك المسبق أنّ بعض الجهلة والمتطرّفين  ” قد ” لا يتقبّلون قراءة الفاتحة على غير المسلمين .! , ونقول لهؤلاء او امثالهم أنّ السيّد القس الفقيد سبق وأنْ تبرّع بقطعة ارضٍ لبناء مسجد في فرنسا , كما انّه لمْ يتدخل طوال حياته بالسياسة والأحزاب ! , وانّ الكاهن الشهيد لم تطاله تهمة الفساد المالي كما هو رائج عندنا منذ عام 2003 والى اجلٍ غير معروف .ثُمّ ” ثانياً ” فينبغي على سفارات الدول الأسلامية والعربية أن ترسل ممثّلين عنها الى بلدة ” روان ” التي حصلت فيها جريمة الأعتداء والقتل في الكنيسة , لأجل تقديم التعازي ومواساة عوائل الضحايا أمام عدسات الإعلام وكاميرات الفضائيات , وليس هذا كممارسةٍ مفتعلة او مصطنعة لأغراض التمثيل ! بل ليكون ذلك موقفاً رسميا صميمياً , فالموقف العربي والأسلامي في حالةِ حرج , ومما يضاعف ذلك هو ازدياد نسبة العمليات الأرهابية التي يقومون بها افراد مسلمون معتوهون في دول مسيحية .!  استغربُ جداً ولا بدّ غيري ايضاً من عدم قيام ” الأزهر ” والمراكز الدينية الأخرى في البلدان العربية والأسلامية بتحرّكٍ جادٍ وملموس بزيارة الفاتيكان وكبريات الكنائس في دول اوربا للتعبير عن التضامن العربي والأسلامي وبشكلٍ عمليٍّ ومكثّف ” وعلى الأقل ” للتخفيف من نسبة التأثّر الشعبي في الدول الأوربية تجاه ما صدر من مجرمين وارهابيين محسوبين على الديانة الأسلامية , وانّ ما يضاعف من ضرورة واهمية كلّ ذلك , فلا يبدو ” في الأفق السياسي ” أنّ مثل تلكُنَّ العمليات الأرهابية قد تتوقف او بلغت نهاياتها .!