مهزلة ووصمة عار بجبين المفسدين ، تلك الافلام الهندية التي تعرض في اروقة محافظة بغداد بسبب فك الارتباط لبعض الوزارات وخصوصا وزارة التربية ووزارة الصحة والعمل وغيرها من بقية الوزارات ، اذ يتجمع عشرات المواطنين داخل صالة مملؤة بالقاذورات بوجود شرطة تمنع المراجعين من الدخول الى مبنى المحافظة ، بعض المراجعين ممن لديهم (واسطة) يدخلون المحافظة ويراجعون دوائر الملاك لتنجز معاملاتهم ، اما بقية المراجعين فهم يستغيثون ما بين فقدان معاملاتهم وزيادة هذا الروتين القاتل ، وتأخير متعمد لهذه الطلبات ، والروتين والتعقيد وتعدد الحلقات يسهم كثيرا( بدفع الرشوة وعرضه للابتزاز) لا وجود للأثاث ولا مكان مناسب للمواطن والموظف ، ومحافظة بغداد ليست متهيئة ولا مستعدة تماما لإنجاز تلك الطلبات وهي لا تحتاج الى هذا الروتين وتعدد الحلقات ، تنسيب ونقل للموظفين ما بين المديريات للتربية او لوزارة الصحة وكل الاجراءات القانونية مكتملة من هذه المديريات مكتب المحافظ فقط يطلع ويقوم بأرسال تلك الطلبات الى مديرية التربية مرة اخرى ، ويمكن ان تجهز تلك الطلبات ويباشر الموظفين وبعد ذلك ترسل الطلبات ونسخه منه الى مكتب المحافظ ويمكن استخدام التقنيات والانترنيت للإخلاص من الروتين والتوقيع الكلاسيكي . يجب ان يعلم الموظف انه خادم للشعب وعليه الوقوف لإنجاز معاملة المواطن الذي يجب ان توفر له وسائل راحة وجلوس وانتظار يليق به اسوة بما تعمل به بقية الدول المتحضرة .
ربما تخلو محافظة بغداد من الاعمال وغياب الانجازات وتفشي الفساد في المشاريع السابقة وقرب الانتخابات جاء المحافظ بهذه الخطوات لكي تظهر اعمال ويقال ان المحافظة مملؤة بالمراجعين ولديه عدة مهام ، ليس بإيذاء المواطن وتأخر توقيع تلك الطلبات بحجة كثرة الاجتماعات وغياب المسؤول ، والابواب مفتوحه للمحسوبية والمنسوبية ، ومغلقة بسلاسل واغلال امام بقية المواطنين ، على السيد المحافظ وبقية المسؤولين ان يذهبوا الى مديريات التربية في بغداد ليروا معاناة وهموم المواطن بسبب غياب المدير العام والمعاون وانشغالهم بالأحاديث الشخصية واستقبال الاصدقاء والاقرباء ، او مسافرين ، وايفاد وغيره ، والمواطن المراجع يستغيث يخسر الوقت والجهد والمال ويراجع لعدة ايام ليحصل على توقيع او هامش المدير العام بينما رئيس الوزراء يقول لدينا برامج وخطط لتبسيط وتسهيل الاجراءات !! ، مئات الطلبات والكتب الرسمية مخزونة او مخفية تحت (الميز) والمماطلة في إنجاز أية معاملة ومرور المعاملة بأكثر من مسؤول ، موظفين مراجعين لديهم كتب النقل في محافظات بعيده ويرمون انجاز تلك الطلبات لصعوبة التنقل وبعد المسافات لا يتمكنون من الوصول الى تلك المناطق بسبب تغيير مكان سكناهم وظروف متعددة اخرى، هناك تقاطعات ما بين موظفي محافظة بغداد بسبب ضغط العمل وكثرة المراجعين وقلة الكوادر وتنعكس تلك المعوقات على عدم انجاز معاملات المراجعين ، ان تفشي الروتين فـي مراجعة المعاملات يسهم كثيرا ازدياد الفساد الإداري وينهك المواطن وخصوصا تعدد تلك الحلقات الزائدة ، إلى مراجعة مستمرة من أجل الحصول عليها ، فان المواطن على موعد مع الطوابير الكثيرة التي يجدها أمامه ، مع الروتين القاتل الذي يهدر أوقاتهم ويؤخر معاملاتهم ، تحت لهيب حرارة الشمس أو في الشتاء تحت البرد القارس . كل تلك المعناة ولا تنتهي المشكلة وحين تجد المعاملة يقال لك (تعال باجر أو بعد أسبوع أو بعد شهر وهكذا !) ، وسوف تنتج تلك الاعمال والافعال بوجود كثره المراجعين دفع الرشوة اضطرارا من أجل احترام النفس وحفظ الكرامة ، مجبرين للخلاص من تلك المعاناة . دعوه لمحافظ بغداد والساده المعاونين للطلاع ميدانيا لتلك المعاناة وتوفير الاجواء المناسبة قبل ارسال افواج من المراجعين ولا يوجد موظفين بالعدد الكامل لإكمال وانجاز تلك المعاملات وحفظ كرامة المواطن العراقي الكريم ، يجب ان يتم العمل على استخدام التقنيات الحديثة (الأنترنت) في تمشية المعاملات، والعمل بنظام النافذة الواحده والاستعانة بالبرامج الحديثة ، هذه دعوة الى مكتب المفتش العام وهيئة النزاهة ومكتب رئيس الوزراء لزيارة محافظة بغداد للمتابعة ووضع الحلول المناسبة لهذه المشاكل وانهاء معناة المواطن مع تعدد الافلام وزيادة تلك المهازل.