22 نوفمبر، 2024 8:06 م
Search
Close this search box.

فلسفة اللطم والعزاء

فلسفة اللطم والعزاء

فلسفة الشئ تعني معرفة سببه والحكمة التي تقف وراءه…
والمراد من اللطم هو اللطم على الصدور حزنا على أولياء الله الصالحين المعصومين، واللطم هو أحد مظاهر العزاء والمحبة والولاء للنبي اﻷكرم محمد (ص) وأهل بيته الطاهرين(ع) وهو يندرج تحت عنوان تعظيم شعائر الله.
ومن المعلوم أن أولياء الله المعصومين قد تعرضوا للظلم العظيم من قبل ساسة اﻷمة!!
وهذا الظلم كان متنوعا بين السم والقتل والسجن….
ولولا إظهار الحزن عليهم وتعظيم شعائر الله (التي حثت الشريعة على أقامتها) ما عرفت اﻷجيال أي شئ عن أولياء الله المعصومين وما عرفت الأجيال ظالميهم الطغاة ساسة الفساد…
فالصراع كان بين الحق والباطل ، صراع بين العدل والظلم ، صراع بين الصلاح والفساد ، صراع بين اﻹصلاح واﻹفساد.
وكان أولياء الله يضحون بأنفسهم ولا يثنيهم عن ذلك ما للظالمين من سلطة ومال وجيوش وأنصار…
إن إظهار الحزن على أولياء الله باللطم وغيره هو تعاطف مع الحق والعدل والصلاح واﻹصلاح.وهي أهداف سامية نبيلة عليا فانية في سبيل الله.
وهذا التعاطف مالم يتحول الى عقيدة وموقف عملي رافض للظلم والباطل والفساد واﻹفساد فسوف يفقد التعاطف قيمته ومعناه…
ولا أريد من هذا الكلام الدعوة الى مقاطعة الشعائر إذا لم تؤد رسالتها وقيمتها بل هي دعوة الى تجسيد روح الشعائر على أرض الواقع.كيف ألطم وأظهر الحزن على النبي وأهل بيته المظلومين وأنا أقف مع الفاسدين المفسدين؟نحن نردد قول اﻹمام (ع):[ معكم معكم لا مع عدوكم ].
فهل نحن صادقون؟كلا ما دامت اﻷفعال والمواقف مع عدوهم..
ﻷن عدوهم هو الباطل،عدوهم هو الظالم،
عدوهم هو الفاسد،
عدوهم هو المفسد ،
عدوهم لا يحترم الشعب ،
عدوهم يسرق وينهب أموال الشعب،
عدوهم يقتل ويظلم ويفسد في اﻷرض،
عدوهم لا يحترم إرادة الشعب،
عدوهم لا يحترم الملايين من اﻹطفال والنساء والرجال الذين خرجوا بمظاهرات سلمية تحت حرارة الشمس وقسوة الجوع والعطش،
وكل من يسكت عن عدوهم فهو مع عدوهم فضلا عن من يقف مع عدوهم!
إن الملايين من الشعب العراقي وقفوا بوجه الظلم والباطل والفساد والمفسدين في مظاهرات وإعتصامات سلمية إلا أن هناك ربما ملايين من الناس أتخذ موقف السكوت واللامبالاة وهم أغلبهم من الملتزمين باللطم والعزاء وركضة طويريج !فهل سوف تنفعهم؟
كلا ما داموا للفساد مؤيدين ، ﻷنهم بموقفهم هذا بالسكوت او بالرضا عن الفاسدين او إنتخاب المفسدين يجسدون عمليا الوقوف ضد محمد وآل محمد وكأن لسان حالهم (ضدكم ضدكم لا ضد عدوكم)!!!
مع إنهم لا يريدون هذه النتيجة أكيدا (قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم)…
فمن الواجب علينا وعليهم أن نكون نظريا وعمليا مع الصلاح واﻹصلاح وضد الفساد واﻹفساد حتى نكون صادقين في العزاء واللطم ونكون حقا مصداقا لقول اﻹمام عليه السلام:
(( معكم معكم لا مع عدوكم ))…
فهل نحن ملتفتون؟

أحدث المقالات