24 ديسمبر، 2024 3:27 م

فلسفة الدين -2/ الجماعة الموسوية..

فلسفة الدين -2/ الجماعة الموسوية..

يبدو ان الجماعات تؤسس بواسطة اشخاص، لاغراض شخصية غالبا، ويضطر الفرد الى الانتماء خوفا او طمعا.. الا ان هذا القالب يشمل الجماعات الالهية ايضا.. كيف؟

مثلا النبي موسى (ع) ، الذي استند في حراكه على العنصر العرقي، القبلي..! واستمر في قيادة جماعته طيلة حياته ضمن هذا الاطار. لقد تصدى في مواجهة فرعون لاجل انقاذ بني اسرائيل، ليس الا..!

كيف لنا تفسير هذا السلوك النبوي والرسالي..؟

كذلك، قبل هذا، انطلق التاسيس للجماعة الموسوية، من قبل النبي يعقوب (ع).. والذي كانت حركته اسرية، مع ابناءه، كما هو واضح في القران الكريم. واستمر العامل الاسري مع النبي يوسف (ع).. الذي استلم السلطة، ثم نقل بني اسرائيل الى مصر، وصارت لهم السلطة والسيادة الدينية والمادية، التي ازعجت السكان الاصليين لاحقا. وحصل الانقلاب السلطوي ضد بني اسرائيل من قبل فرعون وقومه لاجل استئصالهم.

كيف لنا ان نفسر هذا الاشكال ضد الجماعة الموسوية..؟

ان تاسيس الجماعات على اساس عرقي او فئوي، قد لا يناسب الذوق العصري، بالرغم من كوننا نؤمن بالقران الكريم والانبياء والرسل، وبالتالي يفترض ان نفهم المقدمات النبيلة، والاهداف العليا من هذا التاسيس الموسوي على اساس القبيلة.

وابتداءا نشير الى تاسيسات موسوية، اممية، موجودة، خارج العنوان القبلي، من ذلك مايلي:

اولا: التغيير العقائدي عند السحرة، وهم من اتباع فرعون، وليس من بني اسرائيل.. انظر الايات من سورة الشعراء: فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (48).

حينها، لقد حصل اول انتماء اممي في التاريخ، على اساس فكري وعقائدي، وليس قبلي. لقد انضم اتباع فرعون الى جماعة موسى (ع).

اضافة الى تاسيسات عقائدية اخرى. سيتم مناقشتها لاحقا. يتبع.