22 ديسمبر، 2024 7:28 م

فلسفة الحرية في الانظمة الليبرالية

فلسفة الحرية في الانظمة الليبرالية

الحرية قيمة مهمة واساسية في الفكر الليبرالي والتي اصبحت فيما بعد ركيزة اساسية من ركائز الحقوق الانسانية الاساسية التي تبناها المجتمع الدولي واقرها في اتفاقياته الدولية ، يختلف تفسير الحرية فلسفيا بين الليبراليين اليمينيين او الكلاسيكيين واليسار الليبرالي او ما يطلق عليه التيار الديمقراطي الاجتماعي .

فاليمين الليبرالي : يتبنى مبدأ الحرية المطلقة دون قيود على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي لتكون الحرية موزعة “بالتساوي” ويطلق عليه اصطلاحا” بـ ( الحرية السلبية )

في حين يرى اليسار الليبرالي بضرورة وجود ( حرية ايجابية ) من خلال دعم اضافي وتمكين الشرائح لضمان توفير فرص اكثر “عدالة” .

وكمثال على ذلك : حرية التعبير عن الرأي

نجد اليمين الليبرالي يشدد على حرية التعبير المطلقة للجميع دون مسائلة من الدولة ومنها حرية المؤسسات الاعلامية .

اما اليسار الليبرالي : فلا تكتفي منح حرية التعبير للفرد فتجد ان من الضروري تمكين الشرائح المجتمعية كافة من امتلاك عوامل التعبير عن الرأي كـ ( التعليم ، وسائل التعبير عن الرأي ، التوعية ، وحتى وجود تشريعات تتيح للشرائح الاجتماعية الضغط على صانع القرار كالنقابات والمنظمات ) …

( فما فائدة ان يكون للفرد حرية التعبير عن رأيه دون ان يكون لرأيه تأثير على صانع القرار ) ، ومن المثير للاهتمام هو ان اليسار الليبرالي يفرض قيودا” رقابية على المؤسسات الاعلامية اكثر من نظيرتها في اليمين الليبرالي ، ويأتي تعليل ذلك من ان ارباب المؤسسات الاعلامية لديهم فرصة اكبر واكثر تأثيرا” في الضغط على الرأي العام او صانع القرار من غيرهم من الفئات والشرائح المجتمعية التي لا تمتلك وسائل اعلام مؤثرة ، فحينها تكون الفرص في حرية التعبير متساوية لكنها غير متكافئة وغير عادلة لذلك توجب ان تكون المؤسسة الاعلامية حيادية بدرجة عالية في نقلها للاحداث ووجهات النظر دون ان تكون لها ميول تجاه أراء ضد أراء اخرى .