18 ديسمبر، 2024 11:42 ص

خيالٌ رائع
وضعت كفاً بكفِّي، هَمَسَت

بكلامٍ، سحبت مني يدَيها

كلُّ هذا قد جرى في لحظةٍ

تشبهُ اللحظَ الذي في مقلتَيها

غيرَ أني وأنا مرتبكٌ

خجلاً من حمرةٍ في وجنتَيها

راودتني فكرةٌ أن أحتفي

بجمالِ اللحظةِ الخجلى لدَيها

قد دنت منها كثيراً شفتي

وهيَ أيضاً قرَّبت من شفتَيها

لم أقل شيئاً وما قالت ولم

تكُ إلا قبلةً شقَّت عليها

ثمَّ لما غرقت في قبلتي

عانقتني وهيَ تدنيني إليها

كانَ معنى الموتِ سراً غامضاً

قبلَ أن تجمعَني في ساعدَيها

قالتِ الموتُ خيالٌ رائعٌ

وأنا أهمسُهُ في أُذُنَيها

فلسفةٌ شامخة

إنَّ لي فلسفةً شامخةً

في العيونِ الهائماتِ العاشقَهْ

هيَ بحرٌ؟ ربَّما، لكنَّها

هيَ بحرٌ وسفينٌ غارقَهْ

وسماءٌ؟ ربَّما، لكنَّها

تشبهُ الماسَ بجيدِ الصاعقَهْ

وثلوجٌ؟ ربَّما، لكنَّها

هيَ نارٌ باحترافٍ حارقَهْ

ولهيبٌ؟ ربَّما، لكنَّها

جبلُ الثلجِ بأرضٍ ساحقَهْ

ونجومٌ؟ ربَّما، لكنَّها

من سماءِ اللهِ قطعاً مارقَهْ

وظلامٌ؟ ربَّما، لكنَّها

قد أنارت بنجومٍ شاهقَهْ

وضياءٌ؟ ربَّما، لكنَّها

وشَّحتني بليالٍ غامقَهْ

وحضورٌ؟ ربَّما، لكنَّها

حَشَرَتْني في قرونٍ سابقَهْ

وغيابٌ؟ ربَّما، لكنَّها

أحضرت كلَّ الدهورِ اللاحقَهْ

كلُّ ما فيها نقيضٌ للذي

هوَ فيها، فهيَ جداً حاذقَهْ

كلُّ حياتي نغمٌ

طُرُقي سيِّدَتي راحلةٌ

ليسَ لي نحوَكِ إطلاقاً طريقُ

فأعيريني طريقاً آخراً

غيرَ أن يخطفَني هذا البريقُ

أنا يا سيِّدتي محترقٌ

فيكِ فليهدأ إذن هذا الحريقُ

وأنا في ألفِ سجنٍ داخلٌ

وأنا بالرغمِ من هذا طليقُ

وأنا كلُّ حياتي نَغَمٌ

بينما كلُّ الذي حولي نهيقُ

وأنا بالضبطِ قلبي وردةٌ

بل كياني كلُّ ما فيهِ رحيقُ

يمدحُ الناسُ الشذا من وردتي

بينما معظمُهُم شوكٌ صفيقُ

ويقولونَ أنا أحفلُهُم

بالسماواتِ وما فيهم صديقُ

بنفاقٍ يعبدونَ اللهَ كم

سَرَقَ اللهَ نهاراً جاثليقُ

ومضى يخدعُهُم مدَّعِياً

أنَّهُ في حجِّهم بيتٌ عتيقُ

اغسلي كفَّكِ منهم إنَّهم

أمَّةٌ قد أقسمت لا تستفيقُ

***

آهِ يا سيِّدتي مما جرى

في فؤادي ها هنا جرحٌ عميقُ

أنتِ عشقُ العشقِ لا بل أنتِ لي

عشقُ عشقِ العشقِ والسكرُ العميقُ

كانَ هذا القلبُ أغبى كائنٍ

حينما قيلَ الهوى قالَ أطيقُ

لكِ مني أن أساقيكِ الهوى

منكِ لي حزنٌ بعيدٌ وسحيقُ

إنما أنتِ زفيرٌ متعَبٌ

وأنا من بعدِهِ هذا الشهيقُ