23 ديسمبر، 2024 9:57 ص

فلسطين: شياطين الشر في الخطورة والأخطر

فلسطين: شياطين الشر في الخطورة والأخطر

ان الخطورة على قضية حق الفلسطينيين في الحياة، ونضالهم وكفاحهم وجهادهم المرير، من اجل احقاق هذا الحق، بإجبار الكيان الاسرائيلي المحتل على التسليم به؛ تتركز في التالي من وجهة نظري المتواضعة: – التجني على التاريخ ووحدة المصير بين الشعوب العربية ومنها، بل في مقدمتها شعب فلسطين. – تفكيك فكرة الانتماء القومي، واحالتها الى الافكار الطوباوية، اي انها فكرة غير واقعية، ترتبط هذه الاحالة ارتباطا عضويا، بمخطط طمس الهوية العروبية. لكن في ذات الوقت؛ هناك الاخطر والذي هو نتاج الخطورة في اعلاه، في علاقة توليد وعمل وانتاج في اطارين متوازيين ومتزامنين وتخادمين؛ اطار المستوى الاول: – شق وحدة الشعب الفلسطيني..- اعتبار المقاومة ارهاب..- استخدام السلطة الفلسطينية كأداة لفرض الامن في مناطق السلطة، وفي المستوطنات، أي محاصرة المقاومة..- محاصرة قطاع غزة، وربط الاعمار في غزة بالتخلي عن المقاومة( الاقتصاد مقابل السلام) والذي يعمل النظام المصري بالتعاون الخفي، مع الكيان الاسرائيلي المحتل؛ على صناعة واقع جديد، ولو بعد حين، اي امد ما، هذا اولا، وثانيا في الوقت الحاضر، كما في السنوات السابقة؛ يعمل النظام المصري؛ على بلورة وانضاج واقع على الارض، في القطاع؛ يبقي الحصار ويفتح منافذ في جدران هذا الحصار؛ لإدامة الحياة بالحدود الدنيا؛ كي لا ينفجر القطاع في مواجهة مع الكيان الاسرائيلي المحتل؛ بالحوار مع قادة المقاومة في القطاع والسلطة في رام الله، وقادة الاجرام في تل ابيب. هذا لا يعني ان المقاومة في غزة، ستقبل بهذه الطروحات، أو بهذه الحلول الترقيعية، بل انها ترفضها بنعومة، تقتضيها الظروف. هذا هو الطريق الصحيح في احتواء وتحجيم وامتصاص؛ حجم الضغط، مهما كان عليه من قوة في التأثير المجتمعي النفسي، سواء بقلة فرص العيش للبشر كي يستمر حيا في الحياة، أو الضغط المصري الذي فيه الكثير من نعومة الطرح، بالعزف على اوتار حاجات الناس الحياتية، ومصالحهم في القطاع.
..- اعداد بالسر، او وراء الابواب المغلقة؛ قيادات بديلة عن قيادة السيد محمود عباس الذي بلغ من العمر عتيا( الاعمار بيد الله)، السيد محمد دحلان مثلا – اعتبار طريق المفاوضات هو الطريق الوحيد للوصول الى هدف اقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس كما يقول اصحاب هذا التوجه والاتجاه. لكنهم نسوا او تناسوا عمدا؛ ان هذه المفاوضات استمرت ما يقارب الثلاث عقود ولم تسفر عن أي نتيجة، بل انها افادة الكيان الاسرائيلي ومنحته الزمن والامن؛ لإقامة المزيد والمزيد من المستوطنات. وهي بهذه السياسة تريد له، من حيث تعلم وتعرف، او لا تعلم ولا تعرف؛ المزيد من الزمن، لابتلاع المزيد من اراضي الضفة. أما اطار المستوى الثاني، والذي هو الاخطر؛ يتمحور حول مشاريع الانظمة العربية، وباختصار: – التطبيع سواء المعلن رسميا، او غير المعلن، انما هو موجود وجودا فعليا. – التغلغل الاسرائيلي في المجتمعات العربية، واشهار فاعليتها ووجودها؛ في الرياضة والمسرح والفن والثقافة، ومنظمات المجتمع المدني. – قنوات عربية بأسماء وعناوين عربية؛ لكن حين تفحص خطابها الموجه للرأي العام العربي، تلاحظ من انها تروج للخطاب الاسرائيلي، وان تركزت على مناقشة هموم المواطن العربي، ناسيه أو متناسيه هذه القنوات (العربية)، والتي هي لا حصر لها؛ ان هذه الهموم ما كانت لتكون، أو ما كان ليكون لها وجود، لولا وجود انظمة فاسدة على قمة السلطة، تعتمد في وجودها على الدعم الامريكي والغربي، واللوبيات الصهيونية التي تسيطر على المال والاعمال والاعلام في امريكا والغرب وروسيا. انها معادلة النقيضين؛ دعم غير مشروط من الناحية الواقعية، ومشروط في الاعلام والخطاب بطريقة هامشية لا تحفر لها وجود في زحمة الاخبار، أي رفض خجول، باقل العبارات، واقلها تأثيرا، واقلها انتشرا في المساحة والزمن، واقلها بثا، أي لا تصنع رأي عام رافض لها، تونس، السودان، مصر، (العراق)، المغرب، وغير هذه الدول العربية هناك الكثير. – محاولة طمس او تغيب الهوية العربية للشعوب العربية واوطانهم؛ في الخطاب السياسي والاعلامي، وفي حقول البحوث والدراسات؛ نلاحظ اختفاء مصطلح الوطن العربي؛ صرنا نسمع دول شمال فريقيا أي الدول العربية في المغرب العربي ومصر والسودان، ودول الشرق الاوسط أي الدول العربية في المشرق العربي. أما الغاية والهدف، فهما، غاية وهدف استراتيجيان؛ جعل الكيان الاسرائيلي، دولة لها وجود قومي يستند على الدين، بين دول ذات مرجعيات قومية ودينية واثنية متعددة، هذا اولا، وثانيا؛ فك الارتباط الاستراتيجي والتاريخي والعضوي والمصيري بين هذه الدول وقضية فلسطين، أي على هذه الدول ان تقدم مصلحتها على أي مصلحة اخرى، والمقصود في الأخيرة، المصلحة الفلسطينية. وعلى الفلسطينيين؛ ان يبحثوا عن مصالحهم بمعزل عن اشقائهم العرب، وعليهم اثبات وجودهم وذاتهم بمفردهم. لذا نلاحظ الكثير من الدول العربية؛ تنتظر بحرقة وحماس، ان تفتح بوابة طريق التطبيع، كي تركض على الدرب إليه، حتى تكسب ود الكيان الاسرائيلي وبالتالي، مودة امريكا. ان هذه الطروحات ما هي الا تجني على التاريخ، وظلم، فأن مصيرها الفشل الحتمي، لأنها تسير بالضد من مسار السفر التاريخي، وضرورته الحتمية..