18 ديسمبر، 2024 5:04 م

فلسطين بين القبول بدولتين او حروب دائمة …

فلسطين بين القبول بدولتين او حروب دائمة …

ان الاوضاع التي تعيشها اليوم الشعوب العربية اصبحت مختلفة كثيرا عما كان موجود عليه قبل اربعين او خمسين سنة من الان فأصبحت الحياة والوضع الاقتصادي مختلف كلياًّ بين بلد واخر واصبح بينهم بلدان ثرية جدا والذين تستطيع حكوماتهم ان تتواصل مع التكنولوجيا الحديثة وشراء كل ما هو متطور من هذه المنتجات بالمال الوارد لها من عائدات البترول في حين ان هناك دول عربية اخرى مازالت تعيش مع الفقر وما زالت تستورد غذائها من الخارج وهنا سوف نرى ان كل معادلة اقتصادية سوف تولد حالات اجتماعيه سلبيه وايجابيه في مجتمعاتنا العربية وربما سوف تظهر حالات سياسية معينة ومختلفة تماما عن غيرها وخاصة ان العرب يعيشون حالة الحرب والسلام منذ استقلال اغلب الدول العربية…
ولو نظرنا الى ما يدور حولنا من احداث وحروب شرسة لوجدنا ان اغلب الحكومات العربية اصبحت اليوم بعيدة كل البعد عن مطالب الشارع العربي لأنها تؤمن بنظرية السلام الدائم عكس ما تراه بعض الشعوب العربية والتي تلتهب مشاعرها عند حدوث اي امر طارئ يمس احد ابناء هذه الشعوب وهذا ما يحصل اليوم وما نلاحظه من انقسام واضح وبصورة علنية في الشارع العربي…
ان السؤال الذي يطرح نفسه دائما هل ان امة العرب تستطيع ان توحد نفسها ونحن نرى هذه الانقسامات الحادة سواء في الراي او في السياسات الخارجية او في الوضع الاقتصادي المختلف كليا بين دولة واخرى وهل اصبحت الحكومات العربية تحمل نفس الافكار الموجودة مع العلم ان اغلب الدول التي كانت تنادي بالقومية والوحدة العربية اصبحت بعيدة كل البعد عن الاحزاب القومية والتي اصبح تقبلها في الشارع ضعيف جدا بسبب ما حدث لهم من ارهاصات نتيجة اخطاء سياسية كبيرة وقع بها المنادون بالقومية العربية. ومن منظور آخر ان اغلب الحكومات العربية تحكمها اليوم احزاب دينية بالاسم وتميل للعلمانية بأغلب افعالها… ان ما يحدث في الساحة الفلسطينية اليوم لم يكن جديد بالنسبة للفلسطينيين ولكنه زاد من معاناتهم وانقساماتهم الواضحة بين صفوفهم ومازالت الشعوب العربية تترنح بين الاستنكار والتظاهر وهذا ما تعودوا عليه منذ عدة عقود والذي لم يجدي نفعا ولن نرى من خلاله اي حلول لحلحلة القضية الفلسطينية…..
وهنا لابد للإعلام المؤيد لهذه القضية والاقلام الصريحة ان تشخص الخلل وتبتعد عن المجاملات ويجب ان نعرف ان الشعارات المكتوبة لن ولم يسمعها احد وان الدماء الفلسطينية مازال نزيفها ومازال الدمار يطول كل مدنهم وان حقن هذه الدماء يتطلب من الحكومات العربية وقفة عاجلة والضغط على الكيان الصهيوني وعلى السلطة الفلسطينية بالقبول بإعلان دولتين عربية وعبرية وانهاء نزيف الدم فألى متى يذبح الشعب الفلسطيني بدم بارد وتجري بعدها مفاوضات لإيقاف وقف اطلاق النار فقط وينتهي عندها كل شيء وكأن الدماء التي نزفت وارواح الشهداء قد ذهبت هباء منثورا….
فاصحوا ايها العقلاء من غفوتكم وضعوا امامكم هذه القضية وبصورة جدية وان الواجب يحتم عليكم انهاء كل المعاناة التي يعيشها اخوانكم الفلسطينيين….