22 ديسمبر، 2024 2:47 م

فلذات أكبادنا بين ( المطرقة والسندان )

فلذات أكبادنا بين ( المطرقة والسندان )

اطفالنا وأولادنا هم فلذات أكبادنا تمشي على الأرض … هم شمسنا وقمرنا … هم نبض قلوبنا … هم الأمل والأنطلاق والمستقبل … أطفالنا هم رجال الغد وبُناة المستقبل ، هم السد الحامي لهويتنا وقيمنا وتراثنا وتأريخنا …. وهنا نسأل : هل فكّرنا بضمان مستقبلهم ؟ وهل هناك ستراتيجيات مستقبلية من الدولة والحكومة تؤمّن لفلذات اكبادنا عيشا رغيدا ؟؟ الجواب أتركه لذوي الشأن .. ان الواقع الحالي يؤشر وبكل وضوح ان اطفالنا يعيشون في متاهات دون اي تطلعات او اهداف او هوية او اسلحة ثقافية وقيم روحية في ظل مرحلة تصدّعت فيها منظومة القيم والأخلاق نتيجة العبث والفوضى في ظل الظروف المعروفة والصراعات السياسية والمناكفات التي تؤشر الى اننا نتدحرج نحو المجهول .. أضف الى ذلك عدم توفير الحماية والحصانة لشريحة الأطفال في ظل الوضع العام المتردي والقصور في تربيتهم وتحصينهم مما نتج عن ذلك الكثير من الأطفال المنحرفين وهم يعيشون تحت خيمة التيه والضياع بعد غياب التوجيه والمتابعة والتربية الصحيحة وانحسار دور المؤسسات التربوية والثقافية وربما غياب دورها الخطير في غرس القيم الفاضلة في عقول ونفوس الأطفال .. … يقول السياسي الأمريكي فرانكلين روزفلت ( قد لانتمكن من اعداد المستقبل لأولادنا واطفالنا ، لكن يمكننا على الأقل ان نُعد اولادنا للمستقبل ) لكننا وللأسف الشديد لم نفلح في الحالتين … ويقول علماء النفس ( ان عقول الأطفال خالية من الشوائب علينا ان نجعلها كيف نشاء ونزرع فيها مانريد من افكار وقيم فاضلة ) فهل قمنا بذلك ؟؟ اذا ماعلمنا ان هناك غزوا خارجيا خطيرا ومبرمجا يستهدف اطفالنا واولادنا بشكل مباشر وغير مباشر سواء على مستوى الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية والتربوية ويجعل من اطفالنا حلقة مفقودة في الحلقات الاساسية في المجتمع فاصبح اطفالنا يعيشون في متاهات عامة وفي ظل مستقبل مجهول وخطير في الوقت الذي نأمل فيه بناء جيل جديد قائم على أسس وركائز صلبة تربوية ورؤية مستقبلية ومبادئ اساسية يتحصنون بها ويرتكزون عليها …. ان اطفالنا هم أمانة في اعناق الجميع من الواجب علينا صيانتها والحفاظ عليها ، وهذه المسؤولية الاخلاقية والخطيرة تقع على عاتق المؤسسات التربوية الحكومية ذات العلاقة وكذلك الأسرة والذي انحسر دورهما، وهناك تقصير واضح وجلي في رسم اسس وملامح مستقبل مشرق لهذه الشريحة المهمة … وغياب (القدوة ) وبقي الجميع واقفين على التل ( يتفرجون ) على اطفالنا وهم يمارسون ويمرحون مع لعبة ( البوبجي ) وغيرها والتي هدفها برمجة عقول اطفالنا واولادنا حسب مايخطط له الأعداء لأسقاطهم وتدميرهم بشكل تدريجي وجعلهم مستقبلا أشخاصا سلبيين و( عالة ) في المجتع بدلا من ان يكونوا أشخاصا ايجابيين فاعلين ومؤثرين في بناء مجتمعهم ومستقبل الأجيال القادمة … … آخر الكلام أقول ويعتصرني الألم : انقذوا فلذات أكبادنا من التيه والضياع …………… السلام عليكم