بعد إستشهاد السيد محمد باقر الصدر (رض) لم نجد صدى إصلاحاته العظيمة ودعوته الى إستيعاب الفقه لكل جوانب الحياة…
حتى بزوغ نور السيد محمد الصدر(رض)، حيث نجح هذا المفكر العظيم والمرجع الأعظم في أن يبعث الحياة من جديد لكل الإصلاحات التي دعا اليها السيد محمد باقر الصدر وأصبحت بفضل الله فاعلة ومؤثرة وتامة على أكمل وجه..
ولحسن التوفيق أن أول كتاب طُبع للسيد محمد الصدر بعد استشهاد أستاذه السيد محمد باقر الصدر (رض) هو (فقه الفضاء) وهي رسالة عملية فقهية لا يوجد لها نظير في الفقه الإسلامي بصورة عامة والفقه الإمامي بصورة خاصة!
ولحد هذه اللحظة، وستبقى لمدة طويلة من الزمن!
فهي لوحدها كافية لإثبات أعلميه السيد محمد الصدر( قُدّسَ سرُه ) في الفقه وفي الأصول ..
ونحن أسميناها عملية لأن السفر إلى الفضاء أصبح من الأمور الاعتيادية لدى الإنسان وخصوصاً رواد الفضاء مع أن الشريعة الإسلامية لا تختص بفئة دون فئة بل هي تشمل المسلم والكافر، وكذلك لو تسنى لأحد المسلمين السفر إلى الفضاء وهو بحكم تبعيته للإسلام يكون ملزماً بممارسة العبادات فكيف وهو لا يجد فتاوى شرعية تحدد له كيفية الصلاة وسائر الأحكام الأخرى !!
ونحن نعلم أن الفقهاء يفتون بنحو الاحتياط الوجوبي بحرمة السفر إلى مكان ما إذا كان سببا لتعذر القيام بالوظيفة الشرعية، كما هو الحال في الدائرتين القطبيتين ومن باب أولى فإن السفر إلى الفضاء من قبل المسلمين يكون محل منع ولو بنحو الاحتياط الوجوبي وبالتالي سوف يكون أمام المسلم عقبة معيقة أما بنحو أن لا يمتثل لتعاليم دينه أو أن لا يتقدم في العلم، فجاءت رسالة فقه الفضاء حلاً و فتحاً مبيناً
إنها بحق إبداع يصعب تكراره …