23 ديسمبر، 2024 1:32 م

ما زالت الجريمة التي ارتكبها الدواعش بحق الشهيد مصطفى العذاري ماثلة للعيان وشاهدا على وحشية التنظيم ، فقد قامت عناصر التنظيم باعدامه عندما علقوا جثته في مدينة الفلوجة وسط تهليل الاهالي وفرحتهم . مصطفى العذاري جُرح في المعركة بمنطقة الكرمة يوم 14 آيار 2015 وحسب ما نُقل فان الشهيد رفض اخلاءه من قبل زملائه وبقي يقاتل الدواعش حتى نفد عتاده بعد صموده ثلاثة ايام في حفرة صغيرة دون ماء وطعام .

هذه الجريمة وغيرها جعلت الخلاص من هذا التنظيم امراً ضروريا خاصة وان عدد ضحاياه في زيادة شهريا حسب احصائيات الامم المتحدة حيث بلغ عدد الضحايا في شهر تموز الماضي (2948) ضحية بين شهيد وجريح ، بينما ازداد هذا الرقم في شهر آب الماضي ليصبح اكثر من ثلاثة آلاف ضحية بين شهيد وجريح ، في المقابل هناك آلاف القتلى من عناصر داعش نتيجة العمليات العسكرية والاستخبارية حيث اشارت مصادر وزارتي الدفاع والداخلية الى ان (4300) عنصر من داعش قد قتلوا وهؤلاء من ( 29 ) جنسية مختلفة .

هذه الاعداد سجلت فقط في عام 2015 وحتى نهاية شهر تموز الماضي ، وهناك قتلى اخرون استطاعت القوى الامنية قتلهم خلال المعارك في مناطق مختلفة . التقرير الذي اعد بطلب من رئيس الوزراء العراقي اشرف على انجازه ضباط مختصون اشار الى ان 60% من قتلى داعش قتلوا في معارك برية شمال وغربي العراق ، وان التقرير حظي بقبول الخبراء الامريكيين لانه يلامس الواقع ، وكما أشرنا ، فان جرائم داعش وفواحشه امتدت الى كل فئات المجتمع ، فقد افسد هذا التنظيم الحرث والنسل ، حيث كشفت مجلة (اميركان) الاسبوعية ان داعش يعد جيلا من الانتحاريين الصغار في العراق و سوريا.

المجلة الامريكية ذكرت ان التنظيم الاجرامي يجبر الصبية على حضور معسكرات في كل من العراق و سوريا بهدف تحويلهم الى جيل جديد من الانتحاريين .

الدواعش يعذبون الاطفال الذين لم يستجيبوا لهم او يتعاونوا معهم بقطع اطرافهم . هذه الجرائم تحدث بشكل مستمر حتى ان مراسل محطة (ان بي سي) الامريكية

ريتشارد اينجيل التقى بعدد من الصبية الذين تمكنوا من الفرار من مناطق يسيطر عليها التنظيم الى تركيا حيث تحدثوا عن فظائع تعرضوا لها .

احد هؤلاء الفتية اسمه “محمد” تعرض للتعذيب واطلق سراحه وحكم عليه بالتوبة عبر التحاقه بمدرسة داعش لاعداد الانتحاريين .. وقد قرر الهرب مع مجموعة من اصدقائه لكن احد الاطفال وشى به . ومثُل الطفل محمد امام قاضي داعش وكانت جريمته محاولة الهرب خارج مناطق سيطرة داعش ومغادرة “الاسلام الحقيقي” حسب ادعائهم ، والانتقال الى ارض الكفار ، والحكم هنا قطع الساق والذراع .

وقد تم تنفيذ الحكم في اليوم التالي حيث وصف محمد عملية بتر ساقه وذراعه والوحشية التي عليها داعش . مراسل (ان بي سي ) وصف عملية بتر الاطراف بانها تتم في طقوس احتفالية حيث يجتمع حشد من المصفقين و المهللين من الرعاع في ساحة المدينة – بالضبط مثلما جرى للشهيد مصطفى العذاري في الفلوجة – حيث اوثق عناصر التنظيم ذراع وساق محمد بواسطة اربطة كون الهدف من البتر ليس قتل الضحية بل التشويه الى الابد .

وقد شدت ذراع محمد وساقه على قطعة خشبية ووضع ساطور خاص في موضع رسغه وجاء احد الارهابيين وقطع يد محمد .. المراسل قال ان محمد تعرف على الارهابي الذي بتر يده واشار الى انه عراقي في داعش عضو “لجنة البتر” ويعرف باسمه الحركي ( بلدوزر) تصورا هذه الوحشية وهذه الفواحش ، اطفال اخرون مروا بهذه الظروف حيث يتم تلقينهم في معسكرات خاصة وزرع الكراهية في نفوسهم وتصوير الجرائم وكأنها بطولات .

ولعل احد الاطفال اقتنع بما لُقن به ونفذ عملية انتحارية في مدينة حديثة سقط على اثرها عدد من الضحايا الابرياء.