فات غفلة مسعود ان الدول التي وعدته.. سبق ان تنصلت من وعودها أباه.. الملا مصطفى البرزاني.. ناكثة الغزل ومفرغة المغزل.. نظير منافع من الحكومات العراقية
بعد إقدامه على اجراء استفتاء لا دستوري، بشأن إنفصال كردستان عن باقي العراق، مخترقا قضاء المحكمة الاتحادية وراي مجلسي النواب والوزراء في الحكومة المركزية، آن لنا إستقصاء شخصية رئيس اقليم كردستان المستقيل، يجرجر أذيال الخيبة؛ لفشله في إتمام الصفقة التي تنصلت منها دول عدة، إدعى مساندتها له في تلك الخطوة القاصمة لوحدة العراق وظهر المنطقة.
أصل البرزانيين، غير مؤكد وغير معروف ولا يوجد مصدر يثبت بالتحديد من هم ومن اين جاؤوا.. لا تاريخ لهم، تاريخهم خيانات متلاحقة، حيثما ذهبوا.. في أي مكان وزمان.
ثمة مصادر تشير الى انهم من اهل السنة واخرى تقول شيعة وهناك من يقول بانهم ايزيدييون أو كاكائييون ومسيحيون، لكنهم اقلية لا تتجاوز 5% من الشعب الكوردي، إستحوذت على ثرواته وتحكم مسعود بقدره على هواه؛ متطرفا باتجاه الانفصال من دون أسس موضوعية.
الاسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة المقحمة على التسلسل المنطقي للاحداث.. سابقا وحاليا ومستقبلا.. هي رغبة ان يسمى أول رئيس لـ “دولة كردستان!؟” يتمتع بأموالها من دون رقابة الحكومة المركزية، مقتاتا على جوع شعب الدولة الوليدة.. المفطورة من رحم الغيب.
فات غفلة مسعود ان الدول التي وعدته، سبق ان تنصلت من وعودها أباه.. الملا مصطفى البرزاني، ناكثة الغزل ومفرغة المغزل؛ نظير منافع من الحكومات العراقية، وتركته يواجه جيشا نظاميا، بمقاتليه غير الماهرين…
فالجهات الداعمة، لها مصالح تنتهج السبيل الايسر لتأمينها، والحكومة النظامية اقدر على الوفاء بالتزامات دولية، من حكومة اقليم غير معترف بها من المحيط الدولي، وكلما تخبطت باتجاه التحول الى دولة؛ نأت أكثر عما تسعى اليه، فمن يأتمنها ومصالحه لدى الحكومة المركزية أضمن!؟
· إقصاء الحلم
لم يعن مسعود بما جرته أطماعه الشخصية، من ويلات على شعب كردستان، الذي يعاني الامرين.. بين مطرقة عائلة الرزاني وسندان الدستور الذي إخترقته تلك العائلة، مستحوذة على ثروات الاقليم بشكل إضطر الحكومة المركزية الى حجب حصتهم البالغة 17 % من الموازنة العامة للعراق.. فعائلة البرزاني لا تخصص جزءا مما استولت عليه لشعب الاقليم ولا تلتزم نص الدستور الذي يوجب تسليم عائدات النفط والثروات الاخرى للحكومة المركزية، التي لا تمتلك سوى تركهم وما يأفكون، محتفظة بالـ 17 % بديلا عن ريع الثروات المصدرة من الاقليم الى حسابات آل برزاني الشخصية.
أقصى مسعود حلم الانسان الكردي، بدولة مستقلة، من خلال إستفزاز بغداد وعواصم الدول المتشاركة بكردستان.. تركيا وسوريا وايران؛ جراء طريقة فرض الامر الواقع، الذي ظن حماةً خارجيين سيتدخلون؛ لا لينصروا شعب كردستان، انما ليحققوا حلم مسعود بـ “ديرة فنطزة” لعائلته! وبهذا ثمة بضع سنوات تفصل العالم عن نضج تجربة “الدولة الكردية” بالتفاهم المنصف، تحولت الى قرون.. وربما لا تجيء؛ لأنه فضح منظومة التفكير الكردية.. كاشفا اسار تفكيرها.. ومن الذي يمكن ان يساعدها فتقطع عليه سبل التفاهم مع الدول الداعمة، معززا شخص د. حيدر العبادي، في منصب رئيس الوزراء.. هذه الدورة ولدورات لاحقة؛ لأن العبادي تحرك بتأمل واعٍ نظير همجية سلوك مسعود الذي اعتمد خطابا سوقيا بعيدا عن لغة الحوار الدبلوماسي المتحضر، حد البذاءة في الالفاظ، التي إستعارها هو والمحيطون به، من قاموس صدام حسين، الذي أعاد للذاكرة إستعانته به ضد أبناء كردستان نفسهم، في العام 1996.
· هزيمة ملكية
سبق ان هزم الملا مصطفى.. والد مسعود، امام الملكية التي نفته الى روسيا، وارتكب عبدالكريم قاسم.. في العهد الجمهوري “طيبة” تاريخية، بإعادته ومنحه بيتا في شارع حيفا، اتخذه وكرا للتآمر مع اعداء عبد الكريم ضده.. هذه هي الاخلاق البرزانية المتوارثة من الملا مصطفى الى مسعود، مشهود عليها.. وليس لها.. بعدم جدية الملا مصطفى مع القضية.. وانحرافه بالكفاح الكردي المسلح نحو اطماع شخصية؛ إضطرت الراحل جلال الطلباني الى تاسيس “البارتي – حزب الاتحاد الوطني” العام 1971 لتقويم الاود وردم الفجوات وتثبيت الاختلالات التي ما زال يحدثها البرزانيون في القضية الكردية؛ بغية جعلها حنفية مال تصب في جيوبهم.
بدليل استهتار نيجرفان البرزاني، الذي يقتدي شخصية.. صديقه.. عدي صدام حسين، باسوأ سلوكياتها الشائنة، ومنها صورته، مرتديا الزي الزيتوني الذي عرف به البعثيون واركان النظام السابق، متضائلا بين يدي صدام، وهو يتبرع للحرب العراقية – الايرانية، التي تطوع مقاتلا فيها.. اذ يشمل التطوع حتى القتال ضد الكرد نفسهم، وتلك تتضافر مع ما يفعله نيجرفان من جرائم يوميا بحق الشعب الكردي، فاذا عبر شيخ هرم.. غافلا.. من امام موكبه، منع الحماية من ابعاده باليد، مصوبا عليه بمسدسه الشخصي في الجبين!
و… مسرور برزاني الذي فاق “أبو فرهود – خيرالله طلفاح” في الاستيلاء على ممتلكات الناس، الذين فقدوا المميزات التي كانوا يتمتعون بها بعد 2003، والتي حجبت عنهم جراء إستيلاء عائلة البرزاني على عائدات النفط.
تعنت مسعود في الانفصال، ذكر العراقيين بغزو صدام لدولة الكويت الشقيقة، ورفضه الانسحاب.. من دون قوة كافية تمكنه من إلتزام تزمته الذي لم يصمد امام الارادات العالمية الكبرى، بحيث ما زال العراق يدفع ثمن تلك الحماقة، التي لخصها يوسف شاهين في فيلم “عاصفة الصحراء” على لسان يسرى.. تعلق على عنجهية صدام امام كاميرات التلفزيون:
“هو أنت قدهم”.